المقالات

كيف لا يتصاعد العنف

1136 14:20:00 2008-04-19

بقلم / السيد عبد اللطيف العميدي

من الملاحظ أن وتيرة الأعمال الإرهابية في العراق قد تصاعدت في الآونة الأخيرة ، وبات شريط التفجيرات والأحزمة الناسفة والعبوات والذي ضننا أنه لن يعود يترائى للناضرين من جديد ، فأين ممكن الداء يا ترى ؟

إن المتابع للإحداث على الساحة العراقية وتصريحات بعض الرموز السياسية والقادة الأمنيين ليستنتج أن السبب في ارتفاع حدة الأعمال الإرهابية مؤخراً والتعدي على حرمة المؤسسات الحكومية يكمن في أمرين لا ثالث لهما ، الأول: هو إطلاق سراح عشرات الآلاف من المدانيين المتهمين بجرائم إرهابية وممارسة العنف من السجون العراقية والأمريكية وبشكل فوضوي وبالجملة مع أن الكثير منهم وبحسب تصريح مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية عليم أدانات وإثباتات جرمية لكن عدم وجود مشتكين عليهم بالحق الشخصي جعلهم في خانة من يشملهم العفو العام الأخير وكان منهم من طلع علينا أمس من قناة العربية وهو قائد في تنضيم القاعدة المطلق سراحه يتحدث بطلاقة عن جرائمة .. ، وهذه كارثة حقيقية حلت بالعراق ، فنحن الى الآن نعاني من تداعيات إطلاق سراح (40 ألف) من سجن أبو غريب أطلقهم المقبور صدام عندما تيقن بسقوط نظامة وتطبيقاً للمقولة (علي وعلى أعدائي) فراحوا يرتكبون عمليات السلب والنهب والقتل وممارساتهم الاخرى مرة ثانية ، ثم جاء هذا القرار لاخير ليزيد الطين بلة ، ومن المؤلم أن الذين سعوا لتطبيقة لم يراعوا أبداً مشاعر المنكوبين من جرائم هؤلاء المعتقلين وكذلك ضحايا أجهزة الامن الذين أريقت دمائهم في الامساك بهؤلاء المتمردين والجناة.

أما الامر الثاني : هو أن قادة الاجهزة الامنية لازالوا الى الان متراخين في الضرب على ايدي العصابات الاجرامية والمليشيات الخارجة على القانون بشكل جدي مع علمهم بأسماء رموز ومنفذي تلك الاعمال ، إلا أنهم وبضغوط متنوعة تارة ويتعاطف وتغطية تارة أخرى يغضون الطرف عن أغلب تلك العصابات ثم يقيدوا أغلب جرائمهم (ضد مجهول) فكيف ياترى يتم تطبيق قرارات الدولة بفرض القانون والضرب على يد الجناة ونحن نعمل على تقويض سلطة هذه الدولة بمثل هذه القرارات والضعف ، ونحن نسأل هؤلاء : هل ياترى أخذتم رأي الغالبية العظمى من هذا الشعب الممتحن قبل أتخاذكم هكذا قرار ؟ وهل قمتم بتعويض ضحايا الاعمال الارهابية حتى تبرروا السماح للجناة بأخذ حريتهم ؟ وقبل ذلك هل يرضى الله سبحانه أن تطلقوا سراح متهمين بقذف صواريخ الهاون وعلى رؤوس الناس العزل ؟ بل التستر على البعض منهم وتحاشي أعتقالهم ، أن كل قطرة دم سالت وتسيل منا ظلماً لهي في ذمة ومسؤولية الساعين بهكذا مشاريع وبمسؤولية الحكومة وبالخصوص قادة الاجهزة الامنية ، فالمواطن يعاني الامرين من ضعف الخدمات وفقدان الوقود والطاقة ثم تأتون لتزيدوا من معاناته بالتهاون مع المجرمين وأطلاق سراح المعتقلين منهم .

وهذه أحدى أهم النقاط التي أدت لعدم رضا المرجعية الدينية مما يجري الان ، فالمرجعية ومنذ اليوم الاول دعت الى منع المظاهر المسلحة و حصر السلاح بيد الدولة ، والقصاص من المجرمين والشدة مع من يرتكب الجرائم ، واشاعة سلطة القانون والعدالة في البلاد ، وحفظ أرواح المواطنين وممتلكاتهم ، وتعويض المتضررين والمحرومين … فما الذي نفذتموه من هذه البنود ياترى ومتى ستسترد الدولة هيبتها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بديع السعيدي
2008-04-19
والله ان هذا الكلام صحيح ئة بالمئة وكثير من الكتاب والمقالات قد تطرقت لمسالة العفو هذا وما سيلحقه من دمار على البلد ولكن لاحياة لمن تنادي فالكل وللاسف الشديد يعرف من هو العدو الحقيقي للعراق ولكن بسبب الحصانات التي ابتلينا بها وبسبب المحاصصات التي اكلت الاخضر واليابس وسوف تاتي على ما تبقى اجلا ام عاجلا اذا تركت الامور على ماهيه عليه من غير معالجة فعلية ووضع كل شئ بنصابه الصحيح فالمجرم مجرم بنظر الله وبنظر كل الشرائع فلماذا نحن نقوم بحماية هذا المجرم ونعطي له حصانة تقيه من المساءلات القانونيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك