كندي الزهيري ||
قيل في سوء الظن؛ هو التهمة والتخوف في غير محله وعدم التحقيق في الأمور ،والإسراع في الحكم مما يوقع الظلم وإفساد النفس. قال تعالى؛ (( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا)).
قال تعالى ؛(( يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) .
نهى الرسول محمد ( صل الله عليه وآله) وبشدة، على ضرورة التأني والتحقيق قبل إصدار حكما بحق الآخرين، لكون ذلك يعد منقصة بصاحبه وخفة عقل لفاعله ، لكونه يكسر التواصل و الاحترام المتبادل والتقدير بين الاخوة، وكذلك في العمل وفي اي مكان ،
قال رسول الله( صل الله عليه وآله ) ” إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ” .
قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام)؛( وَلَا يَغْلِبَنَّ عَلَيْكَ سُوءُ الظَّنِ فَإِنَّهُ لَا يَدَعُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ خَلِيلٍ صُلْحاً).
وقال ( عليه السلام) ؛( ا يُفسِدُكَ الظَّنُ عَلَى صَدِيقٍ وَقَد أَصلَحَكَ اليَقِينُ لَهُ وَمَن وَعَظَ أَخَاهُ سِرّاً فَقَد زَانَهُ وَمَن وَعَظَهُ عَلَانِيَةً فَقَد شَانَهُ).
وكذلك قال (عليه السلام)؛ ( مَن عَرَّضَ نَفسَهُ لِلتُّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ مَن أَسَاءَ بِهِ الظَّنَ وَمَن كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الخِيَرَةُ فِي يَدِهِ).
وقال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام) ؛ ( إِنَّ المُؤْمِنَ أَخُ الْمُؤْمِنِ لَا يَشتِمُهُ وَلَا يَحرِمُهُ وَلَا يُسِيءُ بِهِ الظَّنَ).
وغيرها من اقول آل البيت عليهم السلام، والحكماء كذلك اكدوا على ضرورة عدم اتباع الأهواء، لكونها لا تأتي إلا بسوء الظن، وسوء الظن لا يأتي إلا بالندامة لصاحبه ، بقولهم ( كل قول وعمل يُسمع أو يُرى من مسلم، ويترك احتمالاً بصحته، فيُحمل على الفساد، فالاعتقاد به حرام. وسوء الظن من حيث هو، دون أن يظهر أثره في قول، أو فعل ما هو بمحرم، وصاحبه غير مسؤول عنه، لأنّ الإنسان لا حرية له في ظنونه وتصوراته، وإنّما توحي بها الظروف والأسباب الخارجة عن إرادته واختياره. فعليه أن لا يعوّل على ظن السوء، ويعتبره كأنّه لم يكن، وإذا عوّل عليه وظهر أثر ذلك في قول، أو فعل كان مسؤولاً، ومستحقاً للذم والعقاب) .
يقسم الظن إلى عدة أقسام منها ( من حسن الظن وهذا محمود ، وظن السوء ، سوء الظن يؤدي الى سوء حال فعل الانسان) .
مهما كان المقصد الناقل لكن يترك اثر بالغ الخطورة ،على نفسية الآخرين الذين يتضررون من نقل الكلام وقولبته إلى مسامع الآخرين، مما يولد شكوك حولهم يؤدي إلى سوء الظن ،وعد الثقة والاحترام.
ومهما عرفت من عثرةٍ من مسلم بشكل خاص ،أو انسان بشكل عام ، فانصحه في السر ولا تبادر إلى اغتيابه، ولا تعظه وأنت مسـرور باطلاعك على عيبه، لتنظر إليه بعين الحقارة، مع أنه ينظر إليك بعين التعظيم والصدق ، بل ينبغي أن يكون قصدك استخلاصه من الإثم ، وتكون محزوناً كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك نقصان.
اللهم أجرنا من سوء الظن واهله ، وممن يقتاب الناس حسدا وطمعا ومرض في القلوب ،ومن يحكم على الناس من غير دليل ،متفاخرا بنفسه الاي شاطرت الشيطان في عمله ...