المقالات

بعثة الأمم المتحدة دور مشبوه وتدخل سافر

2022 2021-10-13

  .د علي الطويل ||   إن الهدف الرئيس للأمم المتحدة في العراق  ، كما أكدته قرارات مجلس الأمن الدولي المتعاقبة منذ عام 2003 ، هو توجيه العراق نحو مستقبل مستقر ومزدهر وديمقراطي، ويتمتع بالاستقرار والسلام والامن الاجتماعي والسياسي ، كما أن تقرير الأمم المتحدة في تقييم عمل بعثات الأمم المتحدة في العراق ، الذي صدر في تشرين الثاني عام 2018 ، حدد لبعثة الأمم المتحدة في العراق 6  أولويات  إذ يوصي التقييم المستقل  للامم المتحدة بوضع مجموعة من  الأولويات استراتيجية لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق منها  : (أ). منع نشوب الصراعات،( ب). المصالحة الوطنية، (ج) تعزيز حقوق الإنسان، (د) حماية الأقليات، (ه) الحوكمة الرشيدة، (و) دعم السيادة العراقية وإعادة الدمج الإقليمي. و تتعارض هذه الاستراتيجيات مع الطلب الرسمي لوزارة الخارجية العراقية لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق ، التي تحدد مجالات دعمها بما يأتي: “إعادة إعمار المناطق المحررة، وضمان عودة النازحين، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون، وتخطيط البرامج وتنفيذها، وبناء القدرات، والمصالحة الوطنية ،ومع هذا التعارض فقد تم طلب التجديد لبعثة الأمم المتحدة في العراق .   ولكن ماذا فعلت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ مهماتها سواء تلك الموصى بها او تلك التي يطلبها العراق ؟.من خلال استعراض مواقف الأمم المتحدة وممثلتها في العراق نجد انها عملت بالضد من مصلحة العراق تماما ،وتعارض عمل ممثلة الأمم المتحدة في العراق مع اولوياتها الاستراتيجية في مسائل مختلفة  منها  أ.في مجال منع نشوء النازعات، فانها عملت  بشكل فعال في دعم التخريب الذي قام به التشرينيون ،من قطع الطرق والاعتداء على الآمنين ومنع الدوام وتعطيل المصالح . ب. في مجال حقوق الإنسان فانها اي  ممثلة الأمم المتحدة في العراق بلاسخارت ، تدخلت بشكل سافر في قضية الانتخابات وكادت ان تتلاعب بمواعيد إقامتها  ،إضافة إلى تدخلها في تفاصيل العملية الانتخابية واخرها اليوم حيث عارضت عملية العد والفرز اليدوي برغم مصادرة رأي الناخبين ، والظلم الذي يشعر به الكثير من المرشحين جراء الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها مفوظية الانتخابات .  ج. في قضية تعزيز سيادة العراق ،فإن بلاسخارت صمتت ولم تبد موقف يذكر  تجاه الاعتداءات الأمريكية والاسرائيلية ضد الاراضي العراقية ، وقتل أبناء الشعب العراقي في وضح النهار  د. انحياز ممثلة الأمم المتحدة في العراق في مواقفها ، وانتقائيتها في مواقف التأييد والادانة ، ففي حكومة عادل عبد المهدي اقامت الدنيا ولم تقعدها بحجة الاعتداء على المتظاهرين ، بينما صمتت عندما تكررت الأحداث في زمن حكومة الكاظمي . ان العملية الانتخابية ومخرجاتها التي ظهرت مؤخرا ، تؤكد بما لايقبل الشك ان بعثة الأمم المتحدة في العراق لم تعمل بواجباتها المناطة بها ،والمهمات المكلفة بها وتنصلت عن دورها الحقيقي ولعبت أدوار أخرى ،وأن هناك شواهد كثيرة تدل على انحيازها وعدم مهنيتها ، ودلائل كثيرة على تماهيها مع الخطط الأمريكية والبريطانية المشبوهة في العراق ، اذا لم تكن منخرطة فعلا في تنفيذها ،وياتي ذلك بلحاظ خلفيتها السياسية ، حيث كانت وزير دفاع في دولة من دول الناتو ، لذلك على الكتل السياسية وهي تطالب بانصافها نتيجة الظلم الذي وقع بمصادرة المفوضية لاصوات الناخبين ، باعادة عملية العد والفرز اليدوي ،عليها بموازاة ذلك أن تطالب بابعاد بلاسخارت من العمل في العراق نتيجة انحيازها وعدم مهنيتها ،وخروجها عن قواعد العمل الاممية إلى تنفيذ اجندات سياسية لمصالح دول اجنبية على أرض العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك