مازن البعيجي ||
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) لقمان ٦ .
جامع الأخبار: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يُحشر صاحب الطنبور يوم القِيامة وهو أسودُ الوجه وبيده طنبورٌ من النّار، وفوق رأسه سبعون ألف ملك، بيد كل مَلكٍ مَقمعة يَضربون رأسهُ ووجْهه، ويُحشر صاحب الغِناء من قَبره أعمى وأخرَس وأبكم، ويُحشر الزّاني مثل ذلك، وصاحب المزمار مثل ذلك، وصاحب الدُفّ مثل ذلك..
العالم كلّه بمحضرِ الله سبحانه وتعالى، وهو المؤثّر به والمُتصرّف، وكل شيء لا يُبارك الخالق العظيم به ما لم يَكن ضمن شروطِ الخالق الجبّار المُنتقم، والحرام لا ينتُج غير الخُسران ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٣ ، ١٠٤ .
اليوم وبشكل فاضحٍ يتّجه العراق بلدُ المعصومين عليهم السّلام، والحوازت والمراقد والعتبات، والأعرافِ والأخلاق والصّبغة العشائريّة، يتّجه نحو المُجون والعربدَة والغِناء بالشّكل الذي حصل مع المغنّية اللّبنانية لتلحق بركبها أخرى كويتيّة! يَجيشُ لها ومعها جيش من الشّوارب وفُحول الرّجال من أجهزة الوطن الأمنية حماية لها لدرجة ارتدائها درع الرّصاص! مع صمتٍ مُطبق وإعلام اتّخذ مسار الفساد والتّشجيع عليه مسارا مؤسفا، ليكون بلد الدّعاء مسارح البعث والعلمانيّة والبغاء!
أمّةٌ تنازلت عن شرفِ الإيمان والطّاعة لله رب العالمين ومن بيده مَقاديرُ النّصر والتّوفيق، التّوفيق الذي فازت به أمّة إيران الإسلاميّة التي خَلقت حَدائق في كلّ شِبر من أرضها تَرفع أكفّ الضّراعة والتوسّل بشجيّ الأرواح العاشقة لتطبيق شَرعه وتعاليمه.
فهل هناك تشابه بين تلك وهذه؟! بين عوائل من النّساء تتمايل على نَغمِ الفُجور والرّقص والاختلاط المُحرّم مع دفع مبالغ مُكلفة لهذا البغاء؟! وبين أمّة العزاء والبُكاء والتوسّل والخشوع طريقها لله سبحانه وتعالى!
( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ) الأعراف ٥٨ .
البصيرةُ، أن لا تُصبح سهماً بيدِ قاتل الحسين (ع) ومنه يُسدّده على دولةِ الفقيه ..
مقال قادم نلتقي..دمتم..