المقالات

عن اللذين شربا من اناء واحد..!

1723 2021-11-07

 

د .علي الطويل ||

 

في عام 1980 وبعد استلامه الحكم من أحمد حسن البكر عبر مؤامرة مشهورة ،بدأ صدام بتنفيذ شروط من اتاح له الاستيلاء على الحكم وأول تلك الشروط هو نصب العداء للجمهورية الإسلامية الفتية ،واستهدافها قبل أن  يتعافى شعبها من ظلم عشرات السنين تحت ظل الشاهنشاهية المقيته ،فكان اول عمل قام به بعد ان ثبت جذوره واعدم  معارضيه الداخليين ، قيامه  بتصفية قادة التشيع البارزين والمؤثرين الذين اعتقد بأنهم سوف يشكلون حجر عثرة في طريق تنفيذ الأجندة الأمريكية البريطانية في محاربة الجمهورية الإسلامية.

فكان لابد من إيجاد  مبرر لمحاربة إيران ترافقه  حمله اعلامية واسعة  من اجل خلق رأي عام يساند خطواته باتجاه تلك الأهداف ، فكانت أولى تلك المؤامرات هي عملية ضرب التجمع الطلابي في المستنصرية ، ثم استهداف عملية تشييع الضحايا في اليوم التالي ،وفي نفس تلك الساعة أعلنت السلطات أن من قام بالعمليتين هم عملاء إيران ، وأعلن صدام في اليوم التالي انه سينتقم ممن فعل ذلك ، في مسرحية واضحة  كانت مبررا مصطنعا لكل عمليات الإعدام والتصفيات والتهجير والسجون والتغييب..وبسببها ،شنت الحرب على الجمهورية الإسلامية،

اما الذي لا تخفى ارتباطاته وذيليته للامريكان والبريطانيين فإنه اليوم يتبع نفس النهج ويسير في نفس الطريق الذي سلكه صدام ، باستخدام نفس الأدوات وأن اختلفت البيئة والظروف بين الزمنين.

 فلا إيران تلك الدولة الضعيفة التي نفضت لتوها غبار الظلم والدكتاتورية ، بل هي ذلك العملاق الذي يتحدى الدول العظمى ويذلها ،ولا الشعب العراقي نفسه ذلك الشعب الذي كان معزولا عن العالم وبعيدا عن والتكنولوجيا والعلم ، والفاقد لأبسط أدوات المقاومة ،فقد كان صدام يسير وتدفعه تيارات جارفة من قوى دولية واموال عربية واعلام دولي إقليمي داعم لاهدافه ومشاريعه.

 فالشعب العراقي اليوم يملك كل وسائل القوة وكل أسباب المطاولة، من مرجعية راعية ،وحشد أسقط المشاريع العالمية في العراق ،وقادة خبرتهم سوح الجهاد والسياسة .

والذي استنسخ أساليب صدام من خلال استهداف المتظاهرين واساليبه الخبيثة في خلق المبررات لاستهداف المقاومة ،فإنه يعمل في بيئة مختلفة تمام وزمن مختلف عما كان في السنوات الأولى لحكم صدام ،فصدام الذي كان يملك كل نقاط القوة  ومع ذلك لم يفلح في تركيع إيران ولم يفلح في إذلال الشعب العراقي .

و اليوم يسبح في مواجهة تيار من الأقوياء فإنه يستهلك نفسه قبل أن يستطيع أن يفعل ما توحي به شياطينه ،وأن اساليبه هذه ستقضي على أحلامه بل ستنسف وجوده السياسي والوظيفي في العراق،اذا لم يجد نفسه في ذلك المكان الذي ابتل به بنطال صدام في صبيحة عيد الاضحى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك