المقالات

العِراق يُنحَر بخنجَرٍ أمريكي..!


 

د. اسماعيل النجار ||

 

**على ضِفاف دِجلَة أُريقَ الدَمُ العراقيُ مَرَّتين، بعدَ رحيل الطاغية صَدَّام.

 مَرَّةً، كانَ البطل تنظيمُ داعشَ الإرهابي في العراق، مدعوماَ من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإسرائيل...ومرَّةَ أُخرَىَ، بأيادٍ سوداء، لأجل من ادّعى أنه حَجَّ عند الله وليسَ في مَكَّة!

لقد فعلها غلمانُ مَن أسَّسُوا داعشَ ورَشُّوا عليه الأَرُز، حين احتلَّ أرض العراق وفَتَك بأهلهِ وشبابه!

وكأنَّ قَدَرَ تلك الأرض الطاهرة أن تبقىَ مُنغَمِسَةَ بالحروب مجبولةٌ بالدماء، وقدرُها الأصعب هوَ  تناسُل وُلد ابن العاص وابنَ ذي الجوشَن عليها، حتى يومنا هذا.

مَرَّةَ في زَمَنٍ بعيد، قتلوا أمير المؤمنين وإمام المتَّقين، عَلي بِنَ أبي طالب قائد الغُر المُحَجَّلين عليه السلام..ومَرَّةَ أُخرَىَ قتلوا الإمام الحسين الشهيد الذبيح الخارِجِ لطلب الإصلاح في أُمٍة جَدِّه.

ألله كَم هيَ أوجُه الشبَه كبيرَةَ، بين هَذَين الجيلينِ المتباعدين من حيث الزمان؛ جيلٌ طَعَن الإسلام ونبيَّهُ المصطفى عليه وعلى آلهِ أفضل الصلوات والتسليم، وأبناؤهم قتلوا أحفاد النبي وصاحب الرسالة الجوهرية.

أمَّا سُلالتهم اليوم، فتقتل أبناءَ مُحَمَّدٍ وعلي وفاطمة، في العراق وكل مكانٍ باسم الإسلام!

ياعراق الخير أيُّ عراقٍ أنت؟ كيفَ تَحَمَّلت أحياءَ يحملون هوِيَّتَك الوطنية، يقتلون باسمَكَ وينتهكون الأعراف والحرمات، ويظهرون أنفسهم ضحايا، وضحيَّةَ غدرٍ من ذِئابٍ كاسِرة تسرحُ في عاصمة الرافدين تحتاجُ إلى علاج.

إنهم منتحلو صفة"عراقيون"، صهيوأمريكيو الهوَىَ، أحفادَ الجَهَلَة القَتَلَة المَكَرَة، إنه المكر، والمُكرُ المُر.

أننا نُدرِك ما يريد وما يبتغي من مسرحيتِهِ الجديدة الفاشلة هذه؟

لذلك له نقول: على مَن تقرَأ مزاميرك يا داوود؟  وهل جئت لتمارس السحر في حضرةِ موسى وعصاه؟ أم أنَّكَ تحاول أن  تُظهِرَ نفسكَ كَبولسَ الرسول، فأخرجوكَ من منزلك المهجور في سَلَّة عن أعالي السور!

العراق فيه من الرجال الأذكياء الأتقياء الأنقياء الشجعان، ما يكفي لحمايته والنهوض به، وتحريره ورفع شأنهُ ومستواه،

ولا يحتاجُ لفبركات الأمريكيين، ومنتحلي صفات رجال الدين؟

الأميركي الهوىَ والهوية، إهدَأ واعقِل وانتبه، وتذَكَّر أنّ للعراق رباً ورجالَ حشدٍ يحمونه،

ولكل فرعون موسى،ولكل عَمرِو بنِ وِدٍ  عَلِي.

إن محاولة تفجير العراق، للتمسك بالسلطة، عملٌ غير أخلاقي وغير محترم.

 المحب للعراق يجب أن يكون خادماَ لَه، وليسَ سيداَ متسيِّداَ عليه..هذا هوَ التواضع وحُب الأوطان، ومن هنا تبدأ حكاية الصدق والحرص على الوطن وأهله وثرواته وسيادته، وليسَ من خلال إعطاء كركوك الى إقليمٍ إنفصالي متعامل مع إسرائيل (كردستان).

أليسَ هذا صحيحاَ؟

إن الحفاظ على سيادة القانون والدستور لا تكون بالِانبطاح أمام الأمريكي والبريطاني والتركي، ولا يكون في هَوَس السُلطَة الغَرورَة.

لن يستطيع احد مَحو ذكرنا أتباع الحسين، ولا القضاء عليهم ولا إخراجهم من العراق ولا إحراجهم بين الشعوب، لأن هؤلاء هم الصفوة النقية التقية التي لا تشبهك ولا تنتمي إليك،

الأمريكي يخطط لصنع تحالف بينهم وليس معه لضمان عودته الى الحكم، بعد إقصاء خصومه وحَل الحشد الشعبي، تمنيات هوَ بعيد عنها كل البُعد وستبقى أضغاثَ أحلامٍ لن تتحقَّق،

الإنغماس الأميركي المكشوف في دماء العراقيين يؤشر على نيَّة واشنطن تأجيل إنسحابها من العراق التي حُدِدَ تاريخ تنفيذه في ٣١ كانون أول ٢٠٢١ كحدٍ أقصىَ،

معاقبة الشعب العراقي بسبب مطالبته لها بالإنسحاب من أراضيه وترك البلاد..ما ينتظر العراق اليوم أيام عصيبة وخطيرة للغاية يجب أن تمر بسلام بفضل الوعي والحكمة العراقية المعهودة.

رَحَم الله الشهداء، وللجرحى الدعاء بالشفاء، حمىَ الله العراق وشعب العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك