المقالات

الشعب الكردي في مواجهة نظام السلطنة 


حسام الحاج حسين ||   منذ عام ١٩٩١ م سيطرة الأحزاب الكردية على  السلطة في شمال العراق بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين ، وتم انشاء منطقة أمنة خارج سيطرة النظام العراقي انذاك ،،!  اعطى هذا الدعم الحافز على تشكيل كانتونات حزبية تهيمن عليها الحزبين الكبيرين ( الديمقراطي الكردستاني والأتحاد الوطني ) مع الحفاظ على بعض الجيوب للأحزاب الأسلامية المدعومه من السعودية كحزب الاتحاد الأسلامي والجماعة الأسلامية للدعوة والتبليغ .  مع تواجد محدود لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ،،!  تم رسم خارطة النفوذ بين الفرقاء من خلال الدعم الأمريكي والإيراني على حد سواء ،،!  خاض الحزبين معارك شرسة للسيطرة والتقاسم على المنافذ الحدودية وتقسيم وارداتها وادى هذا النزاع الى تدخل الحرس الجمهوري بطلب من مسعود البرزاني وجهه للرئيس صدام حسين انذاك .  مما أدى الى انسحاب الأتحاد الوطني واللجوء الى إيران وبعدها باأشهر عاد الاتحاد الوطني الى مناطق نفوذه بدعم من إيران واضح وصريح في ظل سكوت مطبق من قبل النظام في بغداد وبضوء اخضر امريكي ،،! بعد هذا المشهد الأغريقي  توصل الطرفان الى اتفاق سلام نهائي برعاية مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في حكومة بيل كلنتون ،،! امتد اتفاق تقاسم السلطة بين الحزبين الى اليوم وحتى بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣ م وبعد الغزو الأمريكي اتسع مساحة النفوذ ليصل الى بغداد من خلال الاتفاق الجديد على تقاسم السلطة والنفوذ وأدى  ذلك الى نشوء طبقة سياسية كردية أرستقراطية معزولة عن الشعب الكردي الجريح اشبه بالسلطنة ،،!وأصبح لدينا طبقة من أكراد السلطة الذين يستحوذون على موارد الأقليم الرسمية وغير الرسمية من خلال تهريب وبيع النفط ليعود الى جيوب اصحاب النفوذ والسيطرة مقابل شعب مسلوب الأرادة ،،،! وتنحصر المنافع الأجتماعية للأسر المهيمنة على الأقليم واحزابهم فقط وللشعب خيار البقاء والسكوت مقابل الهجرة دون عوده ،،! بينما تعود الخلافات بين المركز والأقليم بالضرر على الشعب الكردي الذي يعاني من الدكتاتورية الصامتة منذ ثلاث عقود ليثقل كاهل المواطن الكردي الذي كان الضحية طوال مراحل النزاع والتنافس بينهما . ويحرص الحزبان الحاكمان  على عدم تجاوز هذا التنافس أو انعكاسه على مؤسسات الحزب، ومؤسساتها الأمنية وضبط حركة كل منهما لضمان استمرار هيمنة الحزبين على الساحة الكردية، سواء في أربيل بالدرجة الأولى، أو السليمانية كذلك ،،! يبحث الطرفان دوما التعاون بينهما لكن دون الأندماج ويحفظ احدهما للأخر على امتيازاته وعدم فسح المجال للقوى الناشئة التي ترفض الهيمنة في الأقليم ،،! يتقاسم قطاعَ الأمن وأجهزةَ الاستخبارات وقيادةَ الوحدات العسكرية في حكومة إقليم كردستان الحزبُ الديمقراطي الكردستاني والاتحادُ الوطني الكردستاني.مما لايسمح لقوى المعارضة بالتعبير الصريح عن مطالبهم المشروعة وتم ممارسة اقوى وأقسى انواع القمع والقتل ضد الشعب الكردي الأعزل والذي يرضخ تحت حكم السلطنة الموروثة للأسرتين الحاكمتين ،،! يهرب الالاف من ابناء الشعب الكردي من الظلم والأضطهاد الممنهج ضد النخب والصحفيين والأعلاميين والناشطين الذين يواجهون التصفية الجسدية والتغييب القسري والأعتقال لمجرد انتقادهم لنظام السلطنة ،،! في ظل هذا المشهد المؤلم يصمت الجميع وهم يرون الشعب الكردي يظلم على ايدي من تاجر بقضيتهم ليتربع على عرش الهيمنة والنفوذ والمال السياسي القذر ،،،! بينما يموت المئات من الشعب الكردي في طريق الهجرة ،،! يستمر قطبي نظام السلطنة باستغلال هيمنتهما على سياسات الأقليم ومواردها لبناء إمبراطوريات تجارية عائلية ،،! وسط صمت الجميع من مدعي التحرر وحقوق الأنسان ،،!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك