المقالات

الدين والسياسة..خيانة الرفقة في السياسة، ووثاقة الأخوة في الدين -

1511 2021-11-17

 

حسن المياح ||

 

    ( الحلقة الثانية )

 

《 الرفقة هي صحبة طريق، ومصاحبة إجتماع تفاعل سلوك ..... والأخوة هي بذرة ولادة ووحدة نشوء، وإجتماع تربية وصلاح تهذيب، في عالم التكوين وعلاقات الوجود 》

حق للعلمانيين والمدنيين والليبراليين ( بما هم إنتماء لأنظمة إجتماعية سياسية وضعية )  أن يطالبوا وبقوة بفصل الدين عن السياسية، لأنهم لم يعيروا للقيم الخلقية حساب أساس وجوهر، بل ولا حتى إعتبارآ، والتعامل عندهم هو تحقيق منافع ذات إستئثارآ وآحتكارآ، لذلك يسهل عندهم الإنحراف لما تتطلب مصالحهم سلوكه طريقة تعامل وتصرف . والمباديء عندهم هي طبخة مزاج يسيل لعابه حفنة شعارات كاذبة زائفة، خادعة مزركشه، منظرها وشكلها الخارجي يجذب لما فيه من حلاوة كذب، وطلاوة غش، وجوهرها وباطنها لو إطلعت عليهما لوليت من خبثهما فرارآ، ولملئت من عمالتي إستئثارهما وآحتكارهما وحقدهما رعبآ .... تلك هي مدنيتهم البالية المنبطحة، وعلمانيتهم الخاوية المضطجعة، وما يدعون اليه من ليبرالية سائبة مترنحة، بإنفلات وسوء سلوك عملي على أساس الحرية، فيما هم عليه من نظرية وتطبيق .

وكذلك هي الأحزاب الدنيوية تأسيسآ وغاية، لما هي عليه من تسيب وإنفلات وإنحراف، عندما تتأسس على أساس براجماة ذات، التي تسوغ كل الوسائل المتاحة لما هي عليه إلتزامآ مكيافيليآ أسلوب تعامل وطريقة تصرف مما يحقق الغاية في منفعة الذات، وإن جانبت نبالة القيم الخلقية الشريفة المؤدبة الرفيعة السامية علو تعامل، وسمو تصرفات، ما دامت الغاية تسوغ وتتيح وتبرر أي وسيلة تستخدم مهما كان لونها، وأي واسطة تستعمل مهما كان شكلها.

لأن المهم النتيجة من دون إعتبار لما هي المقدمات، وفقآ لقاعدة الإرتكاز على الإنحراف والخيانة، إذا تطلب الأمر ذلك .... وما أكثر الأمور عندهم التي تتطلب وتحتاج الإنحراف سلوك تعامل، والخيانة طريقة تصرف .

والرفقة عندهم كإصطلاح حزبي وسياسي هو بمثابة اللفظ الفارغ عند إطلاق النداء، وهو التعبير الساذج الذي لا معنى له ( كما هو إعتقاد الوضعية المنطقية عند تعاملها مع القضايا  ) كصيغة تعامل إنتماء .

لأن الشيء الذي يخلو من محتواه، لا قيمة له، وهو الكذب والخطأ، كما يقول الأستاذ " آير " الفيلسوف العالم إمام المدرسة الوضعية المنطقية، الذي يعتبر الجملة التي لا معنى لها، والتي لا تحقق وجود واقع لها، أنها قضية كاذبة، وهي الخطأ بعينه، وكذلك هي القضايا الميتافيزيقية عند المدرسة الوضعية المنطقية، أنها ليست قضايا، لأنها لا تخبر عن وجود واقع محسوس . وعليه فلا إعتبار للقيم الخلقية بما هي تعبير عن قضايا معنوية، لا وجود مادي لها في الواقع الخارج يرى أو يحس . و" الخيانة " هي الأخرى كسلوك تعامل، من ضمن القضايا المعنوية الخلقية التي لا وجود واقعي مادي لها في الخارج.

والرفقة هي كذلك من جنس القضايا المعنوية التي لا واقع خارجي لها . فالرفقة والخيانة سواء، ليستا قضية، فلا إعتبار لهما، ولا جذب إنتباه أن تخون أو لا تخون، فهما سيان، وأنهما ليست قضايا، ولا معنى لهما.

هكذا يلوثون الرفقة، ويمجدون الخيانة والإنحراف، الماديون الدنيويون الذين ينتمون الى الأحزاب الدنيوية المادية، والى العلمانية والمدنية والليبرالية، وما شاء الوضعيون من إنشاء وتأسيس تشكيلات وتسميات خلابة براقة، لا قيمة حقيقية لها، ولكنهم يتعاملون معها على أساس أنها قضايا لها معنى، ولها وجود خارجي واقع، لأن المصلحة تتطلب ذلك .... وإلا فهم في إشكال تناقض.

فلا تعجب لما ترى، أو تسمع، أو تقرأ، أن الخيانة تتفشى بكل وضوح وجهر وعلن بين القادة الرفاق أنفسهم في الحزب الواحد، فضلآ عما هي بين الأحزاب المتنافسة والمتصارعة في الساحة السياسية،  وأنهم المتجاهلون الرفقة ( التي هي عندهم كلمة خاوية ) التي يستخدمونها تعبيرآ عن علاقة تعامل لفظآ فيما بينهم،  وليس إعتمادها سلوك صادق دائم في علاقات وجوداتهم الحزبية، لأن الغاية تسمح وتبرر الواسطة، وتتيح وتمرر الوسيلة، من أجل براجماة الحزب والذات المتحزبة.

فعن أي رفقة ( بما هم عليها من فهم ) يتحدثون، ويتمشدقون، ويتفاخرون، ويمجدون، ويقولون نحن رفاق..؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك