مازن البعيجي||
من أهم أدوات الجذب هي المقدّسات بكل انواعها، دون تفصيل يمنح صكّ الدفاع عن تأثير المقال! المقدّسات التي تُدين لها الفطرة الإنسانية النقية وتعتبرها شأنٌ جوانحيّ لا يستحق غير الاحترام والتبجيل وإن لم ننتمي له، كما احترامنا للكنيسة والدير لأنهما محلّ تقديس المسيحيين الذين لا اتبع دينهم والعكس صحيح بالنسبة لباقي الأديان ونظرتهم الى مقدسات المسلمين.
"أما رأيتَ الجلد الخسيس مقبلا
بالثغر لما صار جار المصحفي"!؟
وبالتالي تضفي تلك النظرة القداسوية بردائها وظلالها على من يقوم بشؤون وإدارة تلك المرافق الروحية وتكون نظرة الناس لهم بثقة وإكبار وتقدير ما دام هؤلاء الذين يديرون ذلك المرفق أو الصرح اولئك الذي وُفّقوا للاستظلال بالظلال الوارفة لتكتسي من حُلل الهالة المقدّسة في نفوس أغلب البشر! وحينما يختل ميزان تلك النظرة، ليأتي من لا علاقة له بالمقدس مطلقا متسلّلًا مدّعيا إحاطة هذه الصروح الملكوتية باهتمامه وهو عن ذلك بعيد فلا أقلّ من أن يظن المتتبع ان قد يكون أصل المجيء هو مشروع شيطان ومؤامرة خبيثة لإطفاء وهجِ القداسة والنظرة الفطروية عند الناس عموما وعشاق العترة الطاهرة خصوصا عن تلك المقامات الشامخة! ولعلها واحدة من أدوات إغلاق باب المؤثرات على نفوس من يعتقدون بتلك المعاني الروحانية السامية التي تعَدّ محطة انشراح الصدور حينما تضغطها مصائب الدنيا.
فلو تكرر فعل البعض من إدارة ذلك المرفق مثلا، ووصل لدرجة العلن وهو فعل ينافي الذوق والشرع وخلاف ضوابط إدارة المقدّس، هنا حتما قد تحقّق مراد الشيطان ومن يقفون خلفَهُ ممن لاشغل لهم بالدين والتقوى والأخلاق التي قد لو تَفشَّت في اوساطهم لازاحتهم عن دنياهم التي ما وجدوها إلا برفع شعار المقدّس ولو زورا ، لكنه التوفيق الذي لم يُستثمر فأثمرَ المُرّ الذي ابعدَ أفئدة من الناس عن محيط بيوت الله المقدسة لغياب أدوات التأثير الجاذبة ماديًا ومعنويًا!
من هنا لابد من منع الشياطين من تولّي إدارة المقدسات بأي مستوى كان ذلك المقدّس من حيث المنزلة وحجم المقام!! للحيلولة دون تحقق مطلبٌ يضاف الى أماني ومطالب السفارة والسفالة من أتباعها وأدواتها!
(...لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) التوبة ١٠٨
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمت بنصر ..