المقالات

تفجير البصرة..رسائل مبطنة..!


 

يونس الكعبي ||

 

من الغريب أن تشهد مدينة البصرة بعد سنوات من الأستقرار والأمان والهدوء تفجيراً بدراجة نارية مفخخة تستهدف المدنيين في وسط المدينة لتسقط شهداء وجرحى من أبناء هذه المدينة العزيزة.

ولو حدث هذا التفجير في مكان آخر أو زمان آخر لكان المشهد عادياً في بلد مثل العراق ، ولكن نوع التفجير والتوقيت والمكان ، جميعها رسائل مبطنة الى جهات معينة ، وقد يكون هذا جرس الأنذار قبل وقوع الكارثة ، لعل البعض يعتقد أن هذا السيناريو متشائم وبعيد عن الواقع ولكن العديد من الجهات تلوح في حال عدم القبول بنتائج الأنتخابات الحالية سنذهب الى الفوضى والأقتتال الداخلي.

واليوم تأتي تفجيرات البصرة كجرس أنذار يرافقه العديد من الحوادث الصغيرة المتناثرة هنا وهناك ، ولكن بمجموعها تشكل صورة قاتمة للمشهد القادم ، فوجود عبوة ناسفة وهمية في مدينة الصدر وسيارة مشتبه بها في الكرادة مع بعض التعرضات لعصابات داعش على مناطق لم تكن ضمن تحركات هذه العصابات الأرهابية ، كلها تبعث رسائل عدم أطمئنان للوضع الأمني القادم الذي يشوبه عدم أستقرار سياسي وتوتر عالي بين القيادات ، وأشياء كثيرة تحدث وراء الكواليس ما يرشح عنها خطير للغاية.

كان الجميع يتوقع أن تكون الأنتخابات مخرجاً للأحتقان والأنسداد السياسي ، ولكن مخرجات هذه الأنتخابات للأسف أصبحت مصدراً للفوضى ، وهناك شارع متظاهر حول نتائج هذه الأنتخابات ، وتدخلات أصبحت واضحة في الانتخابات ونتائجها وتزوير واضح من خلال أرقام وحقائق وأدلة معروضة أمام القضاء العراقي.

يبقى على قادة هذا البلد أن يجدوا مخرجاً للأزمة الحالية قبل أن تتفاقم الأمور الى درجة يستعصي معها الحل ، وعدم الذهاب الى الطرق المسدودة وترك نافذة الخروج متاحة حتى ننأى بشعبنا عن هذه المخاطر ، فلم يعد الشعب يتحمل المزيد من الدماء والتضحيات من أجل مغانم السلطة يتنعم بها حواشي السلاطين وجموع الشعب تتضور جوعاً ، وتزداد معدلات الفقر سنوياً في بلد أعطاه الله كل مقومات العيش الرغيد.

 كل الخلافات مقبولة أذا بقيت ضمن أطارها السياسي والتنافس الشريف ، ولكن جل ما نخشاه هو أن يتحول هذا الخلاف الى دماء يدفعها الأبرياء من أبناء الشعب ممن ليس لهم ناقة ولا جمل في هذا الصراع.

سننتظر نتائج هذا التفجير ومن كان وراءه ، وهل سيكون الأخير أم هو شرارة لسلسلة أحداث دامية قد تضرب مدن العراق الآمنة مع تصاعد الخلافات السياسية وصراع الطبقات السياسية على المغانم؟.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك