محمد صادق الهاشمي ||
هناك رؤية تتحرك بطريقة ناعمة خلاصتها تفرض نفسها وهي :ان القوى الشيعية التي تتحاور هي ثلاثة (الاطار... 1- محور المالكي. 2- الاطار محور الاعتدال.3- التيار ) وليس (الاطار والتيار).
1/ حتى لو لم يتم الإعلان رسميا عن هذه الكتلة الثالثة التي يطلق عليها كتلة الاعتدال ، فهي كتلة موجودة واقعا كونهم لا يريدون
أولا.. ان لا يكونوا تبعا للمالكي ولا لمقتدي.
ثانيا.. ولا يريدون الذوبان في أي منهما.
ثالثا..ولا سببا لتقوية أحدهما على الآخر على حساب الصالح الشيعي ومصالحهم.
ثالثا..ولا ان يسندوا احد الطرفين ويكون القرار بيده ،بل لابد من مسك بعض القرار الشيعي بيدهم الجذاء وتحويلها الى يد مطلقة غير مقيدة .
بل التفكير يجري وفق الاعتدال بان لا يمنحوا صوتهم الا لمن يحترم القرار السياسي الشيعي الاجتماعي، ويتعامل معهم بوزنهم السياسي وعدد الأصوات وليس الانتخابي العددي ، وعبر وثيقة توقع لاحقا بينهم وبين الطرف الاخر، وبهذا يكونوا نقطة تعادل شيعية بين المالكي ومقتدى وليس نقطة ترجيح غير منتجة.
2/ المقصود بنقطة التعادل هنا انهم يحاولون ان يبقوا مصالح الشيعة متوازنة، وهم نقطة الربط بين الأطراف، وهم بهذا أقوى من الطرفين، وان أي طرف يتحالفون معه ضمن ((وثيقة مكتوبة )) تركز على مصالح الشيعة ومصالحهم وبهذا يكونوا بيضة القبان لا بيضة الترجيح وحسب .
ووفق هذه المعادلة يكونوا هم اقوي من الطرفين وكلا الطرفين يحتاج لهم، نعم انها لعبة السياسة المحتملة وهي الطريق (بتعبير احدهم ) لرفع الانسداد السياسي .
3- بما انهم خيط الربط بين طرفين (( متناقضين متنافرين )) فهم ينعقد عليهم الامل بحكم الواقع لفك الاختناق الشيعي وليس الانسداد فقط ومن خلالهم.
وفي هذه الصدد تكون الخطوة الأولى تقريب وجهات النظر بين التيار والقانون مهما امكن من خلالهم والا فهم البديل التعادلي، ولا خيار في البين غيرهم حال إصرار التيار على عدم التعامل مع القانون حسب إشارات مقتدى في لقائه الاطار في بغداد وليس الامر مستحيل ( تقاربهم مع التيار او تواصلهم معه ) بعد ان اتفقوا على بعض ثوابت المرحلة القادمة في بغداد حينما زارهم السيد مقتدى، وهو اتفاق يعتبر بين ( التيار والاعتدال )؛ كون المالكي غادر الاجتماع، وبهذا يكون الاعتدال نقطة التوزان والربط وهو من يمتلك الدور المحوري اكثر من التيار والقانون؛ لان كل منهما محتاج لهم وهم يضعون انفسهم الان في المنتصف؛ لإخراج الاطار من الضدية للتيار وما يترتب عليه من تعميق الانسداد.
4- هذا سيناريوا يجري طبخه بهدوء ونجاحه او فشلة مرتبط بجديتهم في التواصل في عقد الاجتماعات مع التيار حينها يبقي القانون ضمن او خارج تحركهم وفق ما تقرره المفاوضات لاحقا.
5- هذه الكتلة ستظهر وتظهر وتشتد وجودا في اطار التفكير الشيعي العام الذي يسيطر على الأجواء وهو
أولا.. عدم السماح بالتفرد والسعي الى كسر تحرك مقتدى الى حكومة الأغلبية الوطنية بخلق بديل مشروع (( المشاركة النسبي )).
ثانيا.. وبسبب الجو العام بعدم إمكانية مشاركة القانون مع التيار.
ثالثا.. وبسبب رغبة السيد مقتدى ببعض الاطار من خلال لقاءاته ببعضهم من قبل، فان رفضوا سابقا قد لا يرفضون لاحقا خصوصا انهم يتحركون الان نحو التيار كمجموعة لا كما يريد مقتدى بان يتعامل معهم كأفراد وأحزاب منفصلة عن بعضها
، وضمن وثيقة يفرضها الاعتدال لا ضمن إملاءات من اي طرف.
6- ان تمكن احد الطرفين التيار او القانون ان ينبي نفسه خارج الاعتدال بضم المستقلين اليه فان محذور التفرد من اي كتلة خشية الصراع يمنحهم فرصة القوة والعمل كواقع لابديل عنهم .