مازن البعيجي ||
ليس عبثا أن يتضمن مشهد ومسرح الطف الذي كان على رأس إدارته معصوم كالحسين عليه السلام، ولا صدفة أن تكون بنت أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة عليها السلام في فلك مثل حرب عرفت نتائجها لبيت العصمة سلفا، ولا يتخيل اليوم بعد اطلاعنا الدقيق على دور إمرأة بمثل مواصفات زينب عليها السلام أن نتخيل الطف دون دور زينب الذي كان من أعظم نتائج رسالة كربلاء، سواء على المستوى العاطفي جناح القضية المهم والخطير، أو على صعيد اقتناعها بطاعة المعصوم دون الالتفات إلى قربه النسبي وعن طريق علم ودراية شهد بها مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام.
إذا الدور الزينبي الملقى على عاتقها وتبيان صورة الجهاد عبر ما تختزله ملكات المرأة المسلمة والمجاهدة هو دور محوري ورئيسي وضروري بما أختاره المعصوم وعد له كل البدايات والخرائط التي أطلعها عليها الحسين القائد والمدير لمعركة هي كل روح الإسلام المحمدي الأصيل وبقائه، دور تمثل في إدارة فن الخطاب الإعلامي والاستفادة من عنصر بشاعة القتل، وآخر على صعيد تعميق المشهد المآساوي وضرب نقاط مؤلمة في ضمير الأمة القاتلة لهم أو المتفرجة عليهم، وآخر قدرة المرأة حال قبول قلبها وعقلها الإسلام المحمدي الأصيل على تلبية التعاليم الإسلامية وتطبيقها مع مثل معركة الطف عظيمة التعقيد والخطورة! وجانب ثاني على قدرتها في إدارة المعركة الناعمة وتجييش العواطف لتخل اعصارا موسمي الهبوب يعطي تأثيرا المضادات الدوائية الفاعلة للأمة في كل موسم كربلاء وما يترشح منها، امرأة قدر لها أن تكون في محضر الرجال الأعداء والطامعين ولم ينزل من سمو شرفها، أو أخلاقها، أو تربيتها، أو حجابها، أو صوتها، أو شكلها، أو أي شيء يمكن أن يخدش صورة الأنثى المحجبة والمحسوبة على الإسلام الحسيني عميق فلسفة الحجاب المقاوم. لتعيش في وجدان الإسلام النابظ واليقظ كيمياء تفاعلية وقانون ترجع إليه نساء المسلمين كلما حاول الشيطان استهدافه في جانب سائر النساء أو تضعيفه، أو سلبه، أو استدراجه.
امرأة شحذتها بيوت العصمة ودواوين الوحي وألق الرسالة لتكون من اروع مظاهر الطاعة والقيادة رغم كل ثقل حجابها الذي لم تتنازل عنه وهي في أوج أزمة موت احبتها، بل عبرت عنه بجميل الصنع ورحيم العطف الإلهي الذي اكرمها الله به "ما رأيت إلا جميلا" لوحة وعي وبصيرة وشطآن من تعاليم لابد للنساء من الورد منها والأرتواء..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..