مازن البعيجي ||
في هدوء ليلة كنتُ قبلها في مشوار لم يكن سهلا! طرق الباب ولم أكن على موعد مع أحد، استغربت منْ يكون في مثل هذا الوقت يا ترى؟! ذهبت بعد أن اوقدت قنديل الفناء لأرى من سيكون ذلك الطارق؟! فتحت الباب بهدوء فسلم علي صوت رنم تختقه العبرات والاضطراب!
فسألته مرحبا بك من حضرتك؟! قال عذرا منك أنا الحياء أي الخجل! أصابتني الدهشة كيف عاد ولما يا ترى عاد؟! هل نسي بعض اشيائه أو ماذا؟!
أدخلته وأنا اعتذر منه عن تلك الليلة الباردة اجلسته عند مدخنتي التي قمت باطفائها قبيل النوم، وبعد أن استعاد أنفاسه وهو يلبس على رأسه وشاح رمادي منحته قدح من أعشاب ساخن حتى استقر جنانه.. فسألته من أين قدومك وما الذي أتى بك لي أنا في مثل هذا الوقت المتأخر؟!
رد بخجل هل ازعجك قلت لا والله ولكن لنا معك عهدا ووقتا طويلا لم أراك في تصرفات الكثير!
فقال أما لما انت بالذات قصدتك؟! وذلك لأنك بكيت اليوم وانت تشاهد في هاتفك امرأة أنت تعرف أنها من بيوت محترمة وهي تفتح بث مباشر على مئات الشباب والشابات الذين يهمسون لها ببعض الكلمات وهي فرحة طربة! واعلم أنك بكيت لأنها تضع على رأسها ما يسمى حجاب رغم احتياجه الى حجاب وحجاب!
قلت أي والله بكيت وأنا أتذكر كيف أن أمي كانت تخجل من ابي وهو زوجها وحلالها، وما جعل الله تعالى بينهما شيء أو حاجز عن شيء! ومع ذلك هي تستحي وهو الآخر يحمل منك الشيء الكثير..
تذكرت يوم كان أبي يخرج في بعض شؤونه ويصدف أن تكون جارة لنا في الباب فورا يطأطأ رأسه ويغير إتجاه خروجه الى الجهة المعاكسة مع أنها تكون الابعد عن مقصده، واتذكر كم كانت أختي تلبس من الملابس الثقيلة التي لا يثنيها الهواء بسهولة فيحرجها!
الحياء نعم وأنا لأجل ذلك قصدتك لابث لك ما يوجع قلبي وضميري! كيف البعض لا يضعني في حسابه وأنا اجمل ما خلق الله سبحانه وتعالى للرجل والمرأة؟! وكيف بلغ بنا الحال أن تقف المرأة أمام الكامرة وتعرض جسدا لم يكن ليخرج إلا في موطنين بيت الزوج أو مغتسل الموتى؟! فقط وفقط!
كيف وصل بالبعض الحال أن يتغنى بالمثلية ويرغب الرجل في زواج الرجل وهناك من يدافع عن تلك من المسلمين!؟ وهناك قوانين وهناك نظام ومؤسسات تدافع عن هذا الشذوذ! من لا حياء له لا دين له! كيف بلغت بكم الأمور إلى هذا الحال أيها المسلمون وانتم بالفطرة اودعكم الخالق خصلة الحياء!؟
رأيت الحياء يعلم كل شيء عنا، يعلم نوع لبس نسائنا والرجال، وأن البعض يتشبه بلباس الشهرة المحرم ولباس الشهوة المدر للغضب الإلهي وبعدنا عن مثل قيمنا والثوابت! ورأيته يتحسر على أجساد بعض بناتنا وهن بلاء رداء من حياء ينظرهن كل شيطان الانس دون حرج أو خجل!
حتى قال لم تخلق في نفوسكم تلك المرأة الصلبة والخشنة في ذات الله ولم تستفيدوا منها لتخلقوا منها أكبر عناصر التشويق لبناتكم ومدرسة للرجال، تلك المرأة التي أرادت جارة لها تسالها عن مسألة شرعية فقالت دعيني البس مقنعتي قبل دخولك علي! فقالت انت امرأة وانا امرأة ما الضير في ذلك فقالت خشية أن تصفيني لأهل بيتك! والشعر اعذبه اكذبه "زينب التي لم يراها حتى خيالها" كيف والحال أن كل ممنوع صرنا نراه بيسر وبأكثر من طريق دون جهد حتى عادات البعض وعمرها وصفاتها وما تأكل وما تشرب وكيف تنام ومتى تنام وما يحبه منها زوجها وهكذا!!!
فقلت له عظم الله تعالى لكم الأجر ايها الحياء وأنت البقية الباقية عند البعض ممن عرفوا قيمتك وساروا على اروع نهجك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
نام بعمق وبعد أن استيقظت لم أجده في فراشه ووجدت رسالة كتب فيها عندما خسرتم الحياء لن تذوقوا طعم العفة والستر بعدها إلا من رحم الله ..وداعا
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..