المقالات

مؤتمر الكويت.. توصيات قيد التنفيذ!

1224 17:11:00 2008-04-26

( بقلم : بشرى الخزرجي )

ماذا ينتظر العراقيون من جيرانهم وأشقائهم العرب بعد انتهاء أعمال مؤتمر دول الجوار العراقي يوم 22/4/2008 في الكويت؟ الجارة التي نالها ما نالها من النظام البائد من اعتداء عليها وعلى سيادتها عندما قام بغزوها سنة 1990، مخلفاً دماراً وخراباً وشرخا واسعا في العلاقات العربية العربية من حيث التجاذبات التي شهدتها تلك الفترة بين مؤيد ومعارض لهذا الفعل الطائش للنظام الصدامي، وقد زهقت من جراء هذا الاعتداء الكثير من الأرواح البريئة، كان نصيب الشعب العراقي منها الأوفر تماما مثلما حصل في الحرب على الجارة إيران التي سبقت هذا الغزو بسنوات عشر! ويبدو من المواقف العربية والدول الأخرى المجاورة للعراق أن أبناء الشعب العراقي عليهم أن يدفعوا ثمن تلك الحقبة اليوم من دمائهم واستقرارهم!

فلو نظرنا في هذه المواقف نجدها مليئة بالتدخلات السلبية السافرة في الشأن العراقي إن كان سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا، فمنذ السقوط في 9/4/2003م وحتى يوم انعقاد المؤتمر الأخير والذي جاء مكملا لمؤتمرات عدة سابقة، والموقف العربي من العراق الجديد لازال غير مسؤول وغير سليم، كقيام دول بتدريب وإرسال الأجساد المفخخة بالحقد الأسود لقتل المواطن العراقي البريء في كل مكان، وتسريب سياسة التفرقة ما بين العراقيين على أساس مذهبي وعرقي، وغيرها من السياسات الخاطئة المميتة البعيدة عن الروح العربية والإسلامية.

لقد حاولت الدول العربية المحيطة بالعراق وغيرها من دول الجوار أن تظهر اهتماما بالوضع العراقي من خلال ما خرجت به من توصيات نستطيع أن نعدها مهمة ومنصفة لو فُعّلت حقا على أرض الواقع، ومنها احترام سيادة ووحدة العراق الكاملة ودعم العراق وجهود حكومته المنتخبة في عملية استتباب الأمن، وتشجيع وتوسيع المصالحة الوطنية التي تساعد بدورها على خلق فرص المشاركة الشاملة لكل مكونات الشعب العراقي، وغيرها من النقاط التي تتحدث عن تقوية مؤسسات الدولة ومساعدة اللاجئين العراقيين الممتحنين في ديار الغربة، والمقصود هنا بالطبع لاجئو ما بعد السقوط، وإلاّ فالمبعدون عن أوطانهم قسرا أو المهاجرون بسبب بطش النظام الزائل، والذين يتوزعون المنافي منذ عقود لا أحد يذكرهم لا من قريب ولا من بعيد، و أصبحوا في خبر كان يا مكان في قديم الزمان، يُحكى أن ..!

على أية حال فالمؤتمر يبقى بالرغم من وصفه بالناجح والمميز، حبرا على ورق إن لم تترجم جميع قراراته وتوصياته إلى واقع ملموس، وعلى رأسها شطب الديون التي ليس للشعب العراقي الذنب فيها، فلو فعلتها الدول العربية وفي مقدمتهم الجارة العزيزة الكويت المستضيفة لهذا الاجتماع وقامت بإسقاط ديونها المنهكة للعراق وشعبه حينها فقط نستطيع الإقرار بنجاح ليس المؤتمر فحسب، بل العرب في موقف تاريخي يحسب لهم لا عليهم في خضم ما تعيشه المنطقة العربية من تحديات.

يبقى أن نذكّر الحكومات العربية أن الشعب العراقي شعب مسالم غير عدواني كما يحاولون إظهاره في وسائلهم الإعلامية، وهو شعب متعايش بجميع أطيافه وقومياته فلا تنفع سياسة الفصل بين مكوناته فقد أثبتت فشلها على الرغم من مرور خمس سنوات مليئة بالقتل والدماء النازفة دون وجه حق، وليدرك من يهمه سلامة العراق وأمنه واستقلاله، أن العراقيين ليسوا فقط متعايشين ومتصاهرين مع بعضهم البعض بل أن الكثير منهم اختلطت أنسابهم مع أنساب العديد من أبناء الدول العربية المجاورة لاسيما دولة الكويت التي تضم بين أسرها أمهات وجدات من أصول عراقية وهو الشيء الذي يبين عمق العلاقات بين أبناء المنطقة العربية والإسلامية.

بشرى الخزرجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بشرى الخزرجي
2008-04-27
أخي المالكي من مدينة البصرة الحبيبة .. أين الاستجداء في ما كتبنا؟ وقد ذكرنا وبالحرف الواحد ..فلو فعلوها وشطبوا ديونهم المنهكة للعراق وشعبة..ولو معناها إن حصل وخلصت النوايا! تحياتي لك وقد أعجبتني ابيات الشعر المعبرة.
المالكي
2008-04-26
إن أمن وسلامة ووحدة العراق يحققها أبناءه ولا تستجدى من الدول المجاورة وبالذات العربية ومن أسقط حكومة عبدالكريم قاسم غير الدول العربية وبالذات مصر جمال عبدالناصر ؟ وبهذه المناسبة أهدي أبيات الشعر التالية لكل عراقي وطني يريد أن يساهم في بناء العراق ، وهي للشاعر سيد محمد الحمل لو طاح تنهض عليه بس هله ولو تكصد لحاجتك ما تنكضي بسهله وعفية صحبة هالوكت ما بيهم نفع بس هله حنطة يراووك لكن للقبض دوسره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك