إياد الإمارة ||
هذه الحقيقة التي ينبغي على (اغلب) الدينيين والسياسيين إدراكها قبل أن يفوتهم الأوان ويخسروا ما بقي لهم في الساحة العراقية ..
لقد كنا في مرحلة (ما) كان رجال الدين والقوى السياسية من مختلف الأطياف والمشارب أكثر وعياً من الناس بكثير ومن هذه الجهات (مراكز الوعي) يصدر النصح والتوجيه والإرشاد، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاوزها ولكن بعد ما شهده العالم من تطور كبير وسريع تطورت معارف الناس ومداركها في هذا البلد على وجه الخصوص واصبح التحصيل العلمي أمراً متاحاً وميسراً حتى لذوي الدخول المحدودة وتخرجت بيننا جيوش من العقول النيرة المبدعة من اطباء ومهندسين ومدرسين وصناعيين ومتخصصين في شتى المجالات الحياتية، واصبح هؤلاء بوعي متقدم جدا..
سيما وإن البعض معبأ بالغرور والعجب والترفع عن الناس وكأنه من طبقة عليا وسواه من طبقة دنيا "معيدي:متخلف" وهو أكثر تخلفاً من الأقوام البدائية المنقطعة..
يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: "العجب يمنع الإزدياد"
الشواهد والأدلة على هذه الحقيقة كثيرة وملموسة نراها كل يوم بأعيننا وسوف اذكر بعضها وأحجم عن بعضها الآخر الكثير (خوفاً) ليس إلا..
ما قام به المدعو محمد رمضان في العاصمة بغداد كان مفسدة كبيرة جداً وكان ينبغي على رجال الدين ان ينبروا للتصدي لهذه الحالة وحالات كثيرة مشابهة قد تدفع في يوم من الأيام إلى تاسيس ظاهرة منحرفة والعياذ بالله تبعد الناس عن دينهم وعن قيمهم وتهدد أمنهم كما يفعل الإرهاب، لماذا لم نر ونسمع أي إدانة شاملة لما حدث سوى الموقف المشرف لسماحة الخطيب الحسيني الشجاع الشيخ الإبراهيمي دامت توفيقاته؟
ليُعطل الدرس؟
لتُكتب البيانات وتُقام الإعتصامات وتخرج التظاهرات؟
وليكن رجل الدين الغيور أمام الناس كما فعلها بعضهم في سوح المواجهة وذهب للقاء ربه شهيدا، وستكون الناس خلفه بعضهم يشد ازر بعض كما فعلوها خلف الصدرين العظيمين رضوان الله عليهما و في الحشد الشعبي المقدس، ومقولة إن العراقيين لا يفوا بعهد (القديمة) لا تصدر إلا عن جبن أو جهل أو تنصل..
وفي نفس القصة (عري وعهر محمد رمضان) لم يكن الموقف السياسي العراقي افضل حالاً من الموقف الديني سوى بيانات خجولة ولعلها متأخرة جاءت بعد أن توثب الناس لإستنكار هذه الحالة الشاذة!
ولدي شاهد آخر أكثر خطورة هو: الإنسياق السلبي خلف توجيهات مباشرة أو غير مباشرة من صفحة مجهولة من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي!
أو التغني والإهتمام بحدث مفبرك أو مشوه تخلقه صفحات التواصل الإجتماعي!
هذا ما شهدناه مؤخرا بقوة حتى وجدنا أنفسنا نتعامل مع بعض المتصدين وكأنهم ألعاب دمى معلقة بخيوط مواقع التواصل الإجتماعي!
وليس لي أن أفصل في هذا الشاهد الخطير أكثر علماً إن هذه الظاهرة لا تزال مستمرة..
تصور عزيزي القارى:
١. إن صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي توجه الناس أكثر من رجل الدين، اين يكمن الخلل برأيك؟
٢. وتصور مرة أخرى إن صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي تؤثر في الناس أكثر من الحلقة الحزبية والإجتماع الحزبي والنشاط الحزبي، فأين يكمن الخلل برايك أيضاً؟
ألا يدعو كل ذلك إلى المراجعة؟
أقول ذلك لست متشفياً بقدر ما أعتصر ألماً وحسرة على حالنا نحن أهل هذا البلد المنحوس.
https://telegram.me/buratha