المقالات

فتوى المرجعية العليا وتوحيد كلمة العراقيين


 

حسین محیي الطائي ||

 

شهد العراق خلال تأريخه المديد أحداثًا سياسية وعسكرية عديدة أدَّت إلى نشوب حروب داخلية أو خارجية، أو ظهور تيارات متنافرة ذات منهجيات مختلفة بعضها جمعت كلمة العراقيين وأخرى فرَّقت وحدتهم ومزَّقتها، مثل الطائفية النكراء التي راح ضحيتها شباب المجتمع العراقي وشَيبُها.

وقد أثبت العراقيون دومًا وقفتهم مع المراجع سابقًا أو حديثًا، وثورة العشرين أنموذجًا، حين أفتى المرجع الديني الشيخ الميرزا المجدد محمد تقي الشيرازي (ره) في الثالث والعشرين من كانون الثاني من عام 1919 للميلاد، تنديدًا لنوايا البريطانيين وتوجيهًا للمسلمين للقيام بما هو صالح لهم. لذلك عندما رأى الغرب وأدرك أنَّ الحرب المباشرة على العراقيين صفقة خاسرة، والخسارة لا تليق به باعتباره القوة العظمى في العالم، حاول بشتى الوسائل والسياسات إضرام النار  بين المسلمين أنفسهم، فكانت حصيلة تلك المحاولات عبر هذه السنوات المديدة أي بين هاتين الفتوتين –فتوى ثورة العشرين وفتوى الجهاد الكفائي ضد داعش- التمكُّن من السيطرة على ضعاف النفوس وأعدادهم إعدادًا متطرفًا، لينشأ كيان إرهابي سمي بداعش يؤمن بالقتل والفتك والدمار لتغدو أداة الغرب لتوجيه أقسى الضربات نحو أي شعب يتمتع بالنضوج الفكري والازدهار الذهني والقيادة الحكيمة، غير مدركة أنَّ هذا الكيان المضطرب عقائديًا سيواجه وحدة المسلمين ومقاومتهم مرة أخرى، فانعادت الكرة بعد مرور 94 عامًا لتواجه الناس كيانًا آخر سمي بداعش –وهي صنيعة الغرب- فبرز أبطال العراق المتمثلين بالحشد الشعبي وزعيمهم المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني (حفظه الله) الذي أفتى بالجهاد الكفائي في الثالث عشر من حزيران سنة 2014 الميلادية، لمحاربة هذه القوى الفاسدة. فنهض العراقيون الشرفاء لمواجهتها، حين احتلت بعض مناطق العراق وأحدثت فيها من الخراب ما أحدثت، فانتظَم الحشد الشعبي وتألق في معاركه مع كيان الخرافة والاستبداد ليتمكن بكياسة قادته وتجاربهم وبسالة جنوده وشجاعتهم من تحرير تلك المناطق العراقية الواحدة تلو الأخرى، والقيام بعمليات قلَّت نظائرها في العالم أجمع، ليكون بذلك الحشد مكملًا للطريق التي اختارها زعماء ثورة العشرين ومدبروها.

إنَّ ما شهدناه من نتائج خلال تلك الأحداث أثبت أنَّ المرجعية كانت وما تزال تسعى في توحيد كلمة العراقيين ولم شملهم.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك