المقالات

زيارة طحنون لإيران أبعاد ومقاربات

1534 2021-12-23

 

ماجد الشويلي *||

 

قد يظن البعض أن زيارة طحنون للجمهورية الاسلامية هي الزيارة الأولى له

عقب ما شهدته المنطقة من أزمات وصراعات ، نجم عنها اصطفافات حادة  كانت ولازالت تنذر  بنشوب حرب  إقليمية شاملة.

في حين أنها الزيارة الثانية بعد زيارته الأولى التي جاء فيها مطمئناً للإيرانيين من أن المناورات الاماراتية الاسرائيلية المشتركة لاتستهدف الجمهورية الاسلامية.

وهذه الزيارة في حقيقتها جاءت تلبية لدعوة من الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني

الأمر الذي حدد سمتها الاساس وامكننا من وصفها بالزيارة الأمنية الصرفة.

و بلحاظ جملة من المتغيرات والتطورات على  الساحة الأمنية والسياسية وأهمها تصاعد احتمالية عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي ، والتهديدات الاسرائيلية بالاعتداء على ايران في حال حصل ذلك.

الجانب الايراني من جهته كان يؤكد على الدوام من أن بإمكان دول المنطقة صياغة ستراتيجية أمنية مشتركة بعيدة عن التدخلات الاجنبية فيما لو عقدت دول الخليج العزم على ذلك .

إلا أن الرؤية الخليجية المتباينة حيال ملفات المنطقة والتدخل الاجنبي المباشر  في قراراتها الستراتيجية حال دون التوصل لتحقيق تلك الستراتيجية .

وعلى مايبدو ومن خلال التحرك الدبلماسي النشط الذي تقوم به الامارات في محاولة لتصفير ازماتها العالقة مع الاتراك والسوريين وحتى مع اسرائيل أنها تيقنت من أن الامريكان بصدد اعادة التموضع في المنطقة بل وعموم العالم .

وأن أمريكا ستضطر مرغمة للقبول بالشروط الايرانية في الملف النووي ، وستعمد لتخفيض التزاماتها مع حلفائها وشركائها في المنطقة  كخيار  وسط لاستيعاب الانعكاسات السلبية الناجمة عن الفراغ الذي سيخلفه اعادة التموضع .

من هنا تسارع الامارات في تسابق مع الزمن لتشبيك مصالحها الاقتصادية مع الايرانيين لانها تدرك حجم النهضة الاقتصادية التي ستشهدها ايران ، سواء برفع العقوبات عنها أو بتفعيل عضويتها كمركز تجاري مهم لمنظمة شنغهاي.

الامارات تدرك ماذا يعني تفعيل صادرات النفط الايرانية من ميناء (جاسك )العالمي وتأثيراته في السوق العالمية .

وهي تدرك ماذا يعني أن تفقد المنظومة العربية الحماية الامريكية العسكرية.

فالانسحاب الامريكي المفاجئ والسريع ولد ردة فعل اصابت شركاء امريكا بالذهول،  ودفعتهم لاعادة حساباتهم الامنية من جديد.

لانقول ان الامارات ستصبح حليفة لايران مطلقاً.  الا انها ادركت ان ايران قوة ثابته في المنطقة ان لم تكن هي الاقوى فثباتها هذا يمنحها (التفوق) على كل القوى المتحركة الاخرى  في منطقتنا كالولايات المتحدة واسرائيل.

وقد يجدر بنا أن نؤشر لبعض النقاط الهامة في هذا السياق وهي على النحو الآتي؛

اولا :- إن الاماراتيين يعتقدون بإمكانية ادارة الرؤية المتباينة بينهم وبين الايرانيين من النافذة الاقتصادية

ثانياً:- ايران من جهتها حريصة على تبديد مخاوف دول المنطقة وتطمينها حال

انسحاب الولايات المتحدة الامريكية

ثالثاً:- الامارات تسعى لتشكيل مجموعات عمل مشترك لازالة المعوقات في طريق تطوير العلاقات بين دول المنطقة

رابعاً:- الايرانيون معنيون بفرض عزلة سياسية واقتصادية على اسرائيل كأولوية قصوى في تطبيق ستراتيجية تضييق الخناق على الكيان الصهيوني وصولا لقطع انفاسه

خامساً:- للامارات تنافس وتسابق محموم مع السعودية تسعى من خلاله لقيادة المنظومة العربية بدلاً عنها واستباقها لتطبيع العلاقات مع ايران قبل السعودية ياتي في هذا السياق ايضاً 

سادساً:- الايرانيون يعتقدون أن تشبيك المصالح الاقتصادية الموثوقة مع دول المنطقة من شأنه أن يؤسس لرؤية أمنية مشتركة فيما بعد .

سابعاً:- الاماراتيون يحاولون الالتحاق بطريق الحرير من البوابة الايرانية للتخلص من المشروع السعودي البديل

ثامناً :-  الإيرانيون يرون أن الاماراتيين أكثر تعقلاً من السعوديين في فهم المتغيرات وادارة التناقضات في المنطقة

تاسعاً:- يبدو أن الاماراتيين ينتابهم شعور بفشل مشروع الابراهيمية الجديدة لذا وقفوا على سكة قطار العودة من المحطة الايرانية .

 

*مركز أفق للدراسات والتحليل

............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك