المقالات

دور المنظمات العالمية فيما يحدث في العراق 


  صالح لفتة ||   في تسعينيات القرن الماضي نشر مايكل برونو كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي تقريراً يتهم صندوق النقد الدولي ومنظمات دولية أخرى كالبنك الدولي بخلق أزمات في اقتصادات دول لا تتبنى سياسة اقتصاد السوق الحر.  ويتم التلاعب في الإحصاءات والتقارير التي تصدرها تلك المنظمات لإظهار أزمات في اقتصادات دول معينة لزيادة الخصخصة ودخول الشركات المتعددة الجنسيات وأكثرها شركات امريكية والسيطرة على الأسواق وجني الأرباح بسهولة.  برونو الذي عمل في صندوق النقد الدولي لمدة تزيد عن 12 عاماً ثم استقال وحاول تكريس وقته لفضح الممارسات التي تمارسها المنظمات العالمية للتفكير عن الأخطاء التي اقترفها.  اعترف بأن البنك الدولي يزيد معاناة الدول وخلق الأزمات لزيادة القروض وفرض شروط مجحفة على الدائنين وبالتالي رهن القرار الاقتصادي والسيادي للدول من أجل تحرير الأسواق ومنع مراقبة الدولة على أسعار السلع وجعلها مكان لتصريف منتجات الشركات دون مراعاة أحوال الناس أو الاهتمام بالفقراء ومعاناتهم .  وذكر نماذج كثيرة في دول كانت اقتصاداتها تنمو بشكل ممتاز لكنها تعتمد قوانين تصب في مصلحة مواطنيها دون مصالح الشركات المتعددة الجنسيات وبالتالي حرمت تلك الشركات من أسواق جديدة وأرباح كبيرة ومارست تلك المنظمات الدولية الضغوط لإفشال الدول وفتح أسواقها.  دول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وقعت ضحية لتلاعب خبراء صندوق النقد الدولي وتسريب تقارير عن تلك الدول لتبدو أقل إستقرار وبالتالي تهرب الأموال من أسواقها وتنهار عملتها الوطنية ويزداد التضخم وينتشر الفقر والبطالة بعدما أن تصبح الحكومة عاجزة عن تأمين الرواتب والخدمات  وهنا يأتي البنك الدولي ليمثل دور المنقذ ويفرض شروط مجحفة على الدولة التي تحتاج إنقاذ لإقراضها دون تنفيذ تلك الشروط لايمكنها أن تحصل على أي مساعدة ومن هذه الشروط المتكررة التي فرضت على كل دولة احتاجت الأموال هي تقليل التوظيف في القطاع الحكومي ورفع الأسعار وفرض الضرائب وتحرير الأسواق والخصخصة ببيع شركات وأموال الدولة ورهن ثرواتها الطبيعية للشركات الأجنبية.  هذه التصريحات وقصة مايكل برونو ذكرت في كتاب (عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث)  للكاتبة الأمريكية ناعومي كلاين هذه الأحداث والمؤامرات التي أدت لإفلاس الدول اعتقد انها تشابه ما يحدث في العراق  بلد يملك رابع احتياطي بالنفط وأراضي زراعية بلغ إنتاج الحنطة 4 ملايين و 539 ألف طن في عام 2018 و4 ملايين و750 ألف طن في 2019 حسب التقارير الرسمية  بينما تحتاج البلاد إلى 4 ملايين و200 ألف طن سنويا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح رغم ذلك يعاني من ارتفاع فضيع بالمنتجات الزراعية وسعر كيس الطحين بلغ أكثر من قدرة ملايين المواطنين ومديونية عالية أكثر من الناتج المحلي الإجمالي وبطالة بالآلاف وارتفاع خط الفقر ووصوله أكثر من ٢٠ بالمئة من السكان يدعونا للتساؤل  هل هناك مؤامرة لدفع العراق لتسليم خيراته للشركات والمؤسسات الدولية لماذا هذا الاستهداف لهذا البلد وهل يعي قادة البلد ما يحاك من خطط لافراغ العراق من خيراته  إلى متى الغفلة والركض وراء المصالح الشخصية بينما العراقيين يزدادون معاناة إذا لم يتدارك العقلاء ما ينتظر البلد من كوارث فإن الأوضاع ستزداد سوءاً يومياً بعد يوم ونرى ملايين العراقيين يتضورون جوعاً ولا سكن يأويهم وخيرات بلدهم في جيوب الشركات الأجنبية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك