مازن الشيخ ||
· السنة الميلادية ليست لها علاقة بولادة السيد المسيح..فمتى ولد السيد المسيح؟!
اختلفت الآراء في ذلك فقد قال بها بعض المؤرخين أنه ولد فى اليوم التاسع عشر من أبريل،- نيسان
وبعضهم قال بالعاشر من مايو-ايار بينما رأى "كلمنت السكندرى" أنه ولد فى السابع عشر من نوفمبر- تشرين الثاني من العام الثالث قبل الميلاد.
وعند مجمع نيقية يأتى ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، كانون الاول
وفي القرآن الكريم ان ولادة السيد المسيحي كانت في الصيف بمقتضى قوله تعالى : وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا "
والرطب عادة يكون نهاية الصيف او بداية الخريف
وعليه لا توجد اية علاقة بين السنة الميلادية وولادة السيد المسيح عليه السلام
والتقويم الميلادي تم العمل به عام 1582 بمرسوم بابوي للبابا غريغوريوس الثالث عشر، حسب الكنيسة الكاثوليكية لكن الكنائس البروتستانتية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعددًا قليلًا من الكنائس الأخرى لم تعترف به. ونتيجة لذلك، تباينت الأيام التي احتفلت بها الكنائس المسيحية المختلفة بعيد الفصح والأعياد ذات الصلة.
كان ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه في بشائرهم من الظروف التى أحاطت بهذا الميلاد، مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما في تاريخ الدولة الرومانية التى كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود، ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذى ولد فيه السيد المسيح.
كيف تمّ تحديد زمنه تاريخيًا
أراد ديونيسيوس اكسيجُؤس والذي كان رئيس دير أن يكون أبتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح عليه السلام متخذا المدة الفيكتورية وهى 532 سنة (28 19) أساسا.وبعد أن أجرى حسابا وصل إلى أن السيد المسيح ولد سنة 573 لـتأسيس مدينة روما.
وإعتبرها سنة واحدة ميلادية. ولكن ديونسيوس أخطأ في حسابه إذ أنه ثبت للباحثيين فيما بعد أن التقويم الذى وضعه لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لاحقة لتاريخ الميلاد الحقيقى، أى أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات.وقد إستند الباحثون في ذلك إلى أدلة كثيرة منها:
أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرودس الكبير ملك اليهود أذ جاء في إنجيل متى “ولد يسوع في بيت لحم التى بإقليم اليهودية في أيام هيرودس الملك”(متى 2:1 ).
ولما كان المؤرخ اليهودى يوسيفوس- الذى عاش في فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد تاريخ هيرودس بسنة 750 رومانية وهى تقابل سنة 4 قبل الميلاد، وبذلك لا يمكن أن يكون ميلاد السيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وإنما الراجح بناء على القرائن الواردة في البشائر – أنه ولد في أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد (أى في أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية).
ولكن حسب ما ورد في أنجيل لوقا إذ يقول بدأ السيد المسيح خدمته الجهارية في السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر.وكان حين إبتداء يبشر في الثلاثين من عمره (راجع لوقا 3: 1، 21، 23) ولما كان طيباريوس قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين من عمره بعد خمسة عشر عاما من هذا التاريخ.أى سنة 780 رومانية. وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أى سنة 4 قبل الميلاد.
الجدير بالذكر أن البعض من المؤرخين القدامى، ومنهم سافيروس سالبيشيوس، ونيكونورس كاليستوس حددوا تاريخ ميلاد المسيح كان قبل مقتل الأمبراطور الرومانى يوليوس قيصر بأثنين وأربعين سنة.أى في سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذى وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس.إلا أن الباحثيين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق في التقويم الذى وضعه ديونيسيوس والذى يؤدى إلى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة، أو أوائل السنة الرابعة قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثيين إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا، وقد إستقرت عليه الأوضاع في كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره إلى كثير من الأرتباك والبلبلة، أثروا أن يحتفلوا به، فظل ساريا حتى اليوم.
ــــــ
https://telegram.me/buratha