المقالات

لهذا لا يشكل الاطار التنسيقي الحكومة..

1368 2022-01-03

 

ماجد الشويلي ||

 

ثمة اسباب جوهرية قد تتعلق في بعض جوانبها بالحكمة وحسن التدبير وتقدير الموقف السياسي العام ؛ هي المانع للاطار من طرح نفسه الكتلة الاكبر والمضي قدماً بتشكيل الحكومة.

إلا أن جوانباً أخرى لاتقل رجاحة عن سابقاتها _إن لم تكن أكثر موضوعية _هي الأخرى تشكل مانعاً حقيقيا للإطار التنسيقي من استعداده الكامل لاعلان تحالف الكتلة الاكبر حتى يكون معنيا حينها وفقا للدستور بتسمية رئيس الحكومة.

هذه الاسباب يمكن حصرها بما يلي:-

أولا :- إن الاطار التنسيقي من الناحية الواقعية الى الآن لم يتمكن من ضمان استمرارية تحالفاته وائتلافاته داخل الاطار وخارجه

وهناك عدة اسباب ساهمت بفرض هذه الحالة ، أهمها أن أي كيان سياسي يدخل تحت قبة البرلمان في ائتلاف معين يمنع عليه الخروج منه ثانية الا بعد تشكيل الحكومة وفقاً للمادة 45 من قانون الانتخابات رقم 9 لسنة 2020

وبهذا فان خروج أي حزب او كتلة بعد ان يساهم في تشكيل الحكومة يفقده امتيازاته ومكاسبه السياسية التي اتفق عليها حين تشكيل الائتلاف.

ومن هنا وجدنا بعض الكتل والمكونات تضع قدما هنا وقدما هناك وكأنها تسير في حقل للالغام.

ثانياً:- الاطار التنسيقي تتملكه خشية من أن يعمد التيار الصدري لتأجيج الشارع وإرباك الوضع العام في حال ذهب لتشكيل الحكومة دونهم.

وهذا الامر يكشف حقيقة عجز الاطار التنسيقي من انتزاع اقرار قانوني واضح وجلي بأنه الكتلة الاكبر يمنحه الاريحية الكاملة بتشكيل الحكومة .

نعم يمكنه ان يقدم ائتلافاً اكبر الا أنه لايضمن أن يحظى الائتلاف هذا باقرار من رئاسة الجمهورية بانه الكتلة الاكبر.

ولن يكون بوسع المحكمة الاتحادية تقديم تفسير آخر لمعنى الكتلة الاكبر غير الذي قدمته في 2010 وستظل النهايات سائبة .

لذا فان الاطار التنسيقي يعول على السير بمنهجية التغاضي عن الكتلة الاكبر إكراماً للتحالفات السياسية كما حصل في 2018

بمعنى آخر أن خشية الاطار التنسيقي من الكتلة الصدرية ان تتمسك بكونها الكتلة الاكبر الفائزة في الانتخابات وهنا محل النزاع القانوني الذي يلحظ ان التيار الصدري يلوح به لقطع الطريق على الاطار التنسيقي في حال تمكن من تشكيل الائتلاف البرلماني الاكبر فسيعمد الى الطعن بقرار مجلس النواب وبتكليف رئيس البرلمان لائتلاف الاطار التنسيقي وستتوقف اجراءات تشكيل الحكومة انتظاراً لبن المحكمة بالطعن.

والمحكمة الاتحادية ستقول حينها من انها قد بتت بهذه المادة الدستورية (76)

بقرارها المرقم 25 في 2010

ولا حاجة الى اعادة النظر به مجددا.

ويعود النزاع الى مجلس النواب مجددا

وتبقى الامور مهلهلة.

وهذا هو احد المحاذير التي يتوجس منها الاطار بتقديري

ثالثاً:- في اطار المشاحة السياسية والتوجسات البينية بين الفرقاء السياسيين فإن الاطار التنسيقي يظن ان التيار الصدري وان تحالف معهم على تشكيل الحكومة فانه سيفرض معاييره واشتراطاته باختيار رئيسها ، بنحو يضمن له التحكم به حتى بعد ان يعلن عن انفصام عرى التحالف بينه وبينهم ويبقى بعدها رئيس الوزراء وكانه مرشح للكتلة الصدرية فحسب

رابعاً:- يبدو ان الاطار التنسيقي الى الان لم يدرك ان حجم تاثير التيار الصدري على برامجه وثوابته وهو في ائتلاف معه اكبر بكثير من حجم تاثيراته وهو خارج السلطة حتى مع احتمالية اقدامه على تاجيج الشارع ضدهم .

خامساً:- قد يكون الاطار التنسيقي وضع نصب عينيه احتمالية اعادة تفعيل الحراك التشريني الذي اطاح بحكومة عبد المهدي مجددا فيما لو ذهب لتشكيل الحكومة بمفرده حتى مع وجد التيار الصدري معه لكنه في الثانية يأمل ان يكون ضغط الشارع أقل .

سادساً:- يعتقد الاطار التنسيقي ان القوى السنية والكوردية ستمارس اعلى مستويات الابتزاز السياسي معه فيما لو ذهب لتشكيل الحكومة منفردا دون التيار الصدري

هذا مع فرض موافقة تلك القوى على الائتلاف معه وفقا للشروط الابتزازية

سابعاً:- اعتقد ان من مصلحة الاطار التنسيقي في حال اتيحت له الفرصة بالذهاب الى اعلان الكتلة الاكبر وتشكيل الحكومة دون التيار الصدري .

فاي محذور حال تشكيله الحكومة سيكون اقل بكثير مما لو لم تكن السلطة بيده .

فعلى اقل التقادير ستكون حكومة تصريف الاعمال حينها بيده ووفقا لمقاييسه الى ان يتم الاتفاق على صيغة اخرى من معالجة الموقف

ولكل حادثة حديث

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك