إياد الإمارة ||
لا أدري لماذا كلما تذكرت الشهيدين العظيمين الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله عليهما ينشرح صدري وتبتهج أساريري وأشعر بالراحة والاطمئنان؟
لستُ من الذين تربطهم علاقة وثيقة بالشهيدين السعيدين رضوان الله عليهما، يعرفاني نعم، وألتقيت بهم نعم، وقد عشقتهما أحياء نعم وكانا يقدمان لي النصح نعم .. لكني أشعر بقربهما مني وتعلقي بهما شهداء أحياء عندربهم يرزقون أكثر من قبل وهم بيننا أحياء في هذه الدنيا الفانية.
أتذكر أيام عملي في إذاعة صوت المجاهدين بعد العام (٢٠٠٣) الإذاعة التي كانت تبث في بغداد وبعض محافظات الوسط وأقفلت بعد ذلك وقد كتبتُ بعض برامجها وشاركتُ في تقديم بعضها الآخر وفي إحدى ليالي تواجدنا في استوديو إنتاج يعمل لصالح الإذاعة في مدينة قم المقدسة زارنا زائر من أهل (الله) وبارك لنا جميعاً برنامجاً كتبته وإنتجناه في وقت قياسي متعلق بجريمة تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام، سألته في حينها: كيف هو الوضع في العراق؟ وإلى أي إتجاه يسير؟ فقال: يقينا كله خير وإن شاء الله تبارك وتعالى نسنحظى بالفوز جميعاً ...
لا أريد أن أستثير الذكريات في هذه المحطة بقدر ما أريد الإشارة إلى نقطة مهمة متعلقة بجنة الشهيدين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما وكيف تهفوا القلوب نحوهما بشكل لافت للنظر ..
في بقعة من بقاع النجف الأشرف الطاهرة يرقد جثمان الشهيد المهندس الطاهر المقطع الأشلاء وقلوب العشاق تطوف حوله تبلل ترابه بدموع العشق والعرفان بالجميل والذكر الطيب .. وفي روضة من رياض كرمان يرقد جثمان الشهيد سليماني الطاهر المقطع الأشلاء أيضاً، الروضة التي حولت مدينة هذا الفارس الحسيني الخالد إلى مزار يحج إليه المؤمنون الذين عشقوا الشهيد ومبادئ الشهيد وآمنوا بالمقاومة طريقا للحياة الحرة الكريمة.
جنان الشهداء محطات للتأمل يجب أن نتوقف عندها ونحن نتنسم عبير خمائل فضائل الشهداء رضوان الله عليهما كما نتوقف في كل حين عند جنة الزهراء نتنسم عبير الإيمان والتقوى والثورة التي تنبع من عند خميني هذه الأمة الحسيني رضوان الله عليه.
تلك سنة الله تبارك وتعالى.
لننظر بروية نظرة إلى هذا العالم من حولنا كيف بدأ وكيف يسير وما هي النهايات ..
ولنطرح هذه الأسئلة مع أنفسنا:
ما هو المجد؟
وما هو الخلود؟
وما هو الفوز؟
ما هي الثروة؟
وما هي الرفعة والمكانة السامية؟
وما هي النهايات؟
ألا نجد في جنان الأنبياء والصالحين والشهداء والصديقين أجوبة تامة واضحة لكل هذه الأسئلة؟
ألا نجد بين جنة أمير المؤمنين عليه السلام وكنيف معاوية جوابا؟
ألا نجد بين جنة السبط الشهيد الحسين عليه السلام ومكب النفايات يزيد جوابا؟
ألا نجد بين جنة الزهراء جنة الإمام الخميني رضوان الله عليه ومبغى صدام جوابا؟
ألا نجد في جنة المهندس وسليماني رضوان الله عليهما ومكبات النفايات النتنة جوابا؟
لننظر ليس إلا..
ــــــ
https://telegram.me/buratha