مازن البعيجي ||
اليقينية الثابتة والقطعية، أن أعمارنا في كل آن ينقص من رصيدها بحركة كما حركة مؤشر عداد الدقائق والثواني المتسارع جدا بحيث لا تستطيع قراءة الأرقام التي تتراقص وتتراكض لتكون ثانية واحدة! في مثل هذا العداد هي تسرع بنا نحو يومٍ سوف تنتهي به مدتنا، تاركين كل هذه الحياة التي سحرتنا زخارفها والوهم الذي أبعدَنا عن التكليف الشرعي والذي هو طريق نجاتنا الوحيد.
إنه التكليف الذي يبدأ من حيث أمَرت به الشريعة أن يبدأ لكل إنسان سويّ عاقل مهما كانت وظيفته بالحياة ، من رئيسِ دولة إلى قاضي القضاة حتى أعلى رتب العسكر والى موظفي الدولة والأحزاب والقادة لمنظمات وووووو وكل من ملك دورًا في هذه النشأة، ليقع الواحد منا تحت مجهر دقيق يحسب له كل حركاته وسكناته وحتى طرفة عينه ومايصدر عنه من قول أو فعل!
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق١٨
ومهمة إنجاز التكليف وفق ما أراد الله "تبارك وتعالى" هو الشيء الضامن لنا للنجاة من عذاب الله القهار والإفلات من عقابه، ومن هنا قد يسوق الإنسان الملتزم بتكليفه وتقواه والرشد إلى أن يتحقق على يديه إنقاذ أمة وإسعاد فقراء وتخليصهم من واقع مرير! وقد ينتج عن فاسد غير مكترث للتكليف ضياع امة ونصر عدو وهلاك عقيدة وقهر رجال ودفن أحلام لأن الأخير لم يراعي التكليف وسرعة انقضاء ما منح من عمر طويله قصير.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) الأنعام ٣١ .