إياد الإمارة ||
《إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ》
بمعنى أن لا ديانة إبراهيمية يُراد لها أن تنسخ دين الله الإسلام وتُبقي على بقية الديانات الأخرى سواء كانت سماوية أو غير سماوية والهدف من ذلك كله إدارة مرحلة ما بعد الأزمة في العراق من قِبل فريق إسلامي علماني يُعد منذ مدة في المختبرات البريطانية العتيدة، ومرحلة ما بعد الأزمة هي المرحلة التي ستعقب المرحلة القريبة التي سنمرُ بها بعد أيام قلائل..
أما الفريق الإسلامي العلماني (الشيعي) تحديداً فهو فريق أعدته أجهزة مخابرات بريطانية وصهيونية ومتابعة أمريكية وهذا الفريق مكون من عدد من صبية العاصمة البريطانية لندن من ذوي الأصول الدينية العراقية وغير العراقية، و(الإسلام العلماني) هو المفهوم الذي يعمل عليه دُعاة الإبراهيمية الصهيونية الجديدة ليميزوا -في سابقة متكررة- بين نوعين من الإسلام الأول هو الإسلام السياسي الذي له: مرجعياته الخاصة، وأدبياته الخاصة، ومناطق إشتغاله العامة. والإسلام الثاني هو الإسلام العلماني المُمهد للديانة الإبراهيمية وهو إسلام له: مرجعياته الخاصة، وأدبياته الخاصة، ومناطق إشتغاله الخاصة جداً والمحدودة جداً.
دعونا نتحدث في بداية الأمر عن الإسلام السياسي وتجربته المتعكزة في العراق -بقليل من الصراحة- وقد شابها ما شابها في هذا البلد من تداعيات جعلتنا نُؤشر على هذه التجربة ونتحفظ عليها في الكثير من الأحيان لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال فشل تجربة الإسلام السياسي بقدر ما يعني إلى حد ما فشل (المُجَرِب) السياسي في هذا البلد والحديث ليس عن الكل وإنما عن الأعم الأغلب مع شديد الأسف..
ولكي أكون منصفاً وموضوعياً ودقيقاً فإن تجربة الإسلام السياسي في العراق تعرضت لضغوط خارجية وداخلية كثيرة منذ بداية إنطلاقها نهاية خمسينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا الأمر الذي أثر عليها كثيراً خصوصاً بعد تجربة الحكم التي كانت قلقة ومرتبكة ..
لكن مع ذلك كله وبعيداً عن الخوض في تفاصيل قد تُثير حساسية الكثيرين فإن تجربة الإسلام السياسي -الخاصة بالذات- تمثل اليوم العزة والكرامة والتحرر من الذل والعبودية وهي الموقف المشرف الوحيد من العدوان الصهيوني على فلسطين وعلى كامل الشعوب العربية والإسلامية، إن الإسلام السياسي بإطاره العام دون الدخول في الخصوصيات هو حُصن الشعوب المسلمة المضطهدة ودرعها الذي يقيها من نيران التآمر والإستغلال والقهر والإستعباد.
الإسلام العلماني هو مفهوم ترادفه مفاهيم: إفراغ الإسلام من محتواه الحقيقي من قيمه وتعاليمه الأصيلة وحصره في حدود طقوس غير منتجة، وهو الديانة الإبراهيمية التي تريد تعطيل دين الله الإسلام وإبداله بدين جديد أُعدت تعاليمه في مكاتب خاصة في العاصمة البريطانية لندن..
الإسلام العلماني غير معني بالناس وشؤونها، غير معني بقيم السماء ومعنى الإستخلاف الذي اراده الله تبارك وتعالى لبني البشر على هذه الأرض، غير معني بالحقوق والواجبات ولا تستغربوا من ذلك هذا الإسلام (العلماني) غير معني بحقوق الآباء الشرعية على الأبناء أو حقوق الأبناء على الآباء ولا بالحقوق الشرعية للزوج على الزوجة أو الزوجة على الزوج نعم إلى هذا الحد..
الإسلام العلماني سيبيح الكثير من المحرمات تحت غطاء الحرية التي يُريد لها أن تكون إباحية مطلقة "موسى بدينه وعيسى بدينه ولا دين لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم"، هذا الإسلام هو الطيش والتهور والإنفلات وإنهيار القيم وإرتكاب الموبقات.
إنه إسلام التقطيع أو التطبيع الذي مهدت له حقبة كأداء من العمل السياسي الذي توقف كثيراً أمام تحقيق آمال الناس وتطلعاتها ومهد له كل هذا التماحك والمراء والسفه ومهد له كل هذا الإرهاب بهذا المستوى من الوحشية ومهد له الإرباك المتعمد من قبل جهات مختلفة بعضها عليا ومهد له ومهد له ومهد له..