إياد الإمارة ||
الأخبار من الإقليم تشير إلى وجود إختلافات حادة بين الحزبين الرئيسيين هناك حول مرشح رئاسة الجمهورية الكردي إذ يرغب السيد مسعود البرزاني بترشيح الوزير السابق زيباري ويرغب أبناء المام جلال بإعادة إنتخاب الرئيس برهم ويبدو إنهما لم يتفقا أو يتوافقا إلى الآن على اسم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية هو من حصة الأخوة الأكراد تحديدا.
الإختلاف الكردي الكردي ليس جديدا وليس غريبا وسيتوصلا إلى توافق يرضي الطرفين قريبا إذ لا رغبة لديهما بأن يقصي أحدهما الآخر مهما اختلفت وجهات النظر بينهما وهما يشعران إن الإختلاف بينهما سيضيع الكثير من الحقوق الكردية ولا بد لهما أن يتوحدا من أجل الأكراد الذين تعرضوا -كما نحن- إلى أبشع أساليب القمع والإضطهاد على أيدي البعثيين الصداميين الجبناء.
ليس للأخوة الأكراد أن يتفرقوا ..
انا المواطن العراقي البسيط لست مع فرقتهم وأوجه الدعوة الصادقة لهم بأن يتوحدوا فشر ما يتهددنا جميعا هو التفرق والتشتت والإنقسام.
لننظر من حولنا إلى المكون الثالث المكون السني وكيف توحد في موقف واحد بعد أن وصلت الأوضاع بين الحلبوسي والخنجر إلى ما وصلت إليه وانتشر عبر مختلف وسائل الإعلام قبل الحملة الإنتخابية وخلالها، وراقبنا الحملات الشعواء التي يشنها الخنجر على الحلبوسي وتلك التي يشنها الحلبوسي على الخنجر، شتائم وإتهامات ومناوشات بمختلف (وسائل التناوش) الإجتماعي وغير الإجتماعي، لكن كل ذلك تبدد وأصبح من الماضي القريب وغدا الحلبوسي صديقا حميما للخنجر والخنجر صديقا حميما للحلبوسي و (طاح الحطب) والله يهني سعيد بسعيدة ..
صحيح إن هذا التقارب لم يكن وطنيا بمعنى أنه لم يكن نابعا من داخل الوطن وعلى أساس مصالح وطنية وإنما كان نابعا من خارج الوطن نتيجة ضغوط تركية إماراتية دفعت بالرجلين والتوجهين إلى التقارب والإندماج الذي أنتج تدوير الحلبوسي ليكون رئيسا للبرلمان العراقي مرة أخرى، وصحيح أيضا إن هذا التقارب والإندماج لن يعمر طويلا وسيعودا كلا من الحلبوسي والخنجر إلى التنافس الحاد مرة أخرى لكن ما جرى فقد جرى وتكررت سالفة (على جثتي) الشيعية بين إخواننا السنة هذه المرة ولم نرَ جثثا وقد مر الذي مر على الرغم من مرارته على كل الأطراف العراقية.
الحسبة في هذا البلد بهذه الطريقة ..
الرئيس كردي، ورئيس الحكومة شيعي، ورئيس البرلمان سني، هكذا توافق القوم ..
وهذا لا يعني ايضا أن يتوافق كل طرف بإختيار مرشحه بمفرده فحسب إذ لا بد من وجود توافق بين كل الأطراف على هذا المرشح داخل المكون نفسه، لا بد أن يكون المرشح الكردي مقبولا من الشيعة والسنة ولا بد أن يكون المرشح الشيعي مقبولا من الأكراد والسنة ولا بد أن يكون المرشح السني مقبولا من الشيعة والأكراد، لقد توافق القوم على ذلك وأصبح هذا التوافق قانونا يُعمل به وقد أعدنا العمل به مجددا وها هو رئيس البرلمان سني وسيكون رئيس الجمهورية كرديا ولا بد أن يكون رئيس الحكومة شيعيا بعد أن يتوافق الشيعة على مرشحهم كما الغير ولا تغيير في هذا القانون إلى أن يشاء مَن يشاء.
فأين يمكن أن نطبق الأغلبية وسط كل هذا التوافق؟
وكيف ستعمل هذه الأغلبية؟
وهل يمكن تحقيق مبدأ الأغلبية بعد ذلك؟
الواقع يقول انها التوافقية التي عملنا بها ونعمل بها على أن نفس الواقع يفرض علينا أسلوبا جديدا بالعمل هذا الأسلوب يفرض علينا أن نكون بوجه واحد في العمل السياسي فليس من المقبول أن يمارس أحدنا دور الحكومة والمعارضة في وقت واحد كما في السابق، وليس من المقبول أن يبقى الأداء بهذا المستوى من التراجع والإخفاق وتبقى آمال الناس وتطلعاتها معلقة ..
ونبقى في هذا البلد يتهم بعضنا البعض الآخر ويسيء بعضنا للبعض الآخر وقد نصل إلى مراحل غير محبذة من التماحك والتشاحن (والعشاء خباز).
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha