المقالات

التوافق طريقة الجميع في هذا البلد ..

1525 2022-01-25

 

إياد الإمارة ||

 

الأخبار من الإقليم تشير إلى وجود إختلافات حادة بين الحزبين الرئيسيين هناك حول مرشح رئاسة الجمهورية الكردي إذ يرغب السيد مسعود البرزاني بترشيح الوزير السابق زيباري ويرغب أبناء المام جلال بإعادة إنتخاب الرئيس برهم ويبدو إنهما لم يتفقا أو يتوافقا إلى الآن على اسم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية هو من حصة الأخوة الأكراد تحديدا.

الإختلاف الكردي الكردي ليس جديدا وليس غريبا وسيتوصلا إلى توافق يرضي الطرفين قريبا إذ لا رغبة لديهما بأن يقصي أحدهما الآخر مهما اختلفت وجهات النظر بينهما وهما يشعران إن الإختلاف بينهما سيضيع الكثير من الحقوق الكردية ولا بد لهما أن يتوحدا من أجل الأكراد الذين تعرضوا -كما نحن- إلى أبشع أساليب القمع والإضطهاد على أيدي البعثيين الصداميين الجبناء.

ليس للأخوة الأكراد أن يتفرقوا ..

انا المواطن العراقي البسيط لست مع فرقتهم وأوجه الدعوة الصادقة لهم بأن يتوحدوا فشر ما يتهددنا جميعا هو التفرق والتشتت والإنقسام.

لننظر من حولنا إلى المكون الثالث المكون السني وكيف توحد في موقف واحد بعد أن وصلت الأوضاع بين الحلبوسي والخنجر إلى ما وصلت إليه وانتشر عبر مختلف وسائل الإعلام قبل الحملة الإنتخابية وخلالها، وراقبنا الحملات الشعواء التي يشنها الخنجر على الحلبوسي وتلك التي يشنها الحلبوسي على الخنجر، شتائم وإتهامات ومناوشات بمختلف (وسائل التناوش) الإجتماعي وغير الإجتماعي، لكن كل ذلك تبدد وأصبح من الماضي القريب وغدا الحلبوسي صديقا حميما للخنجر والخنجر صديقا حميما للحلبوسي و (طاح الحطب) والله يهني سعيد بسعيدة ..

صحيح إن هذا التقارب لم يكن وطنيا بمعنى أنه لم يكن نابعا من داخل الوطن وعلى أساس مصالح وطنية وإنما كان نابعا من خارج الوطن نتيجة ضغوط تركية إماراتية دفعت بالرجلين والتوجهين إلى التقارب والإندماج الذي أنتج تدوير الحلبوسي ليكون  رئيسا للبرلمان العراقي مرة أخرى، وصحيح أيضا إن هذا التقارب والإندماج لن يعمر طويلا وسيعودا كلا من الحلبوسي والخنجر إلى التنافس الحاد مرة أخرى لكن ما جرى فقد جرى وتكررت سالفة (على جثتي) الشيعية بين إخواننا السنة هذه المرة ولم نرَ جثثا وقد مر الذي مر على الرغم من مرارته على كل الأطراف العراقية.

الحسبة في هذا البلد بهذه الطريقة ..

الرئيس كردي، ورئيس الحكومة شيعي، ورئيس البرلمان سني، هكذا توافق القوم ..

وهذا لا يعني ايضا أن يتوافق كل طرف بإختيار مرشحه بمفرده فحسب إذ لا بد من وجود توافق بين كل الأطراف على هذا المرشح داخل المكون نفسه، لا بد أن يكون المرشح الكردي مقبولا من الشيعة والسنة ولا بد أن يكون المرشح الشيعي مقبولا من الأكراد والسنة ولا بد أن يكون المرشح السني مقبولا من الشيعة والأكراد، لقد توافق القوم على ذلك وأصبح هذا التوافق قانونا يُعمل به وقد أعدنا العمل به مجددا وها هو رئيس البرلمان سني وسيكون رئيس الجمهورية كرديا ولا بد أن يكون رئيس الحكومة شيعيا بعد أن يتوافق الشيعة على مرشحهم كما الغير ولا تغيير في هذا القانون إلى أن يشاء مَن يشاء.

فأين يمكن أن نطبق الأغلبية وسط كل هذا التوافق؟

وكيف ستعمل هذه الأغلبية؟

وهل يمكن تحقيق مبدأ الأغلبية بعد ذلك؟

الواقع يقول انها التوافقية التي عملنا بها ونعمل بها على أن نفس الواقع يفرض علينا أسلوبا جديدا بالعمل هذا الأسلوب يفرض علينا أن نكون بوجه واحد في العمل السياسي فليس من المقبول أن يمارس أحدنا دور الحكومة والمعارضة في وقت واحد كما في السابق، وليس من المقبول أن يبقى الأداء بهذا المستوى من التراجع والإخفاق وتبقى آمال الناس وتطلعاتها معلقة ..

ونبقى في هذا البلد يتهم بعضنا البعض الآخر ويسيء بعضنا للبعض الآخر وقد نصل إلى مراحل غير محبذة من التماحك والتشاحن (والعشاء خباز).

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك