إياد الإمارة ||
* ثنائية القطب..
هل هناك ثنائية قطبية في عالم اليوم بعد تفكك الإتحاد السوفيتي السابق؟
بمعنى: هل هناك صراع أيدلوجي بين معسكر شرقي يساري إشتراكي حلف (وارشو) ومعسكر غربي رأسمالي حلف (الناتو) وحرب باردة وتنافس محموم وإصطفافات معلنة وأخرى سرية ودول عدم إنحياز (منحازة) وجزيرة أم الخنازير وحرب أوكرانيا المتوقعة غير الواقعة، أم إننا نعيش في عصر تغيب فيه الأيدلوجيات وتختفي فيه الصراعات لتتحول إلى تنافس إقتصادي محموم بطرق شرعية وأخرى غير شرعية معلنة ومخفية؟
هل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والصهيونية قطبا منفردا ودول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران قطبا آخرا على الطريقة التقليدية السابقة؟
أنا أرى أن هناك ثنائية قطبية تتشكل في عالمنا اليوم ليست على الطريقة التقليدية القديمة التي توقفت مع تفكك الإتحاد السوفيتي كما أنها لم تُفرز على أساس خارطة تحالف المصالح الأمريكية الغربية الصهيونية والمصالح الروسية الصينية الكورية الشمالية الإيرانية، وإنما على أساس أيدلوجية إسلامية تحررية تستند على مبدأ (المقاومة الشاملة) تمثل قطبا له حدوده الجغرافية الواضحة ويمتلك الكثير من عوامل القوة الحقيقية يمتد من إيران الإسلامية إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن ومناطق أخرى متفرقة مقابل محاولات الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية التي تحاول إستعمار مناطق محددة من العالم تحت ذرائع مختلفة .. هذه قطبية عالمية جديدة قد تتوسع بإنضمامات قوى مختلفة في الشرق والغرب لنكون أمام الحرب العالمية الثالثة والأخيرة.
كما أرى أن الصراع بين الصين والولايات المتحدة أو بين روسيا والولايات المتحدة لم يتشكل بعد وإن أغلب ما يحدث بين روسيا والصين من جهة وأمريكا وبعض دول الغرب من جهة أخرى هو تنافس إقتصادي محموم يدفع في بعض الأحيان إلى توترات قد لا تنتهي بصراعات بالنيابة لكن ذلك لن يكون حائلا دون حدوث صراعات (محدودة) على المدى غير القريب..
التنافس بين هذه الأطراف واضح وجلي على اراضي هذه الدول نفسها أو في أراض أخرى كما في العراق..
علينا أن ندرك هذه الحقائق بقوة ونحاول أن نستثمر هذا التنافس -الذي لم يرق بعد إلى مستوى الصراع المحدود- لصالح مشروعنا الإسلامي التحرري المقاوم.
* مشروع الحزام والطريق..
مشروع الحزام والطريق ليس مسارا محددا وخطا أصما بين نقطتين متوقف على مروره بهذا البلد دون غيره من بلدان المعمورة وإن كان ذلك مؤثرا بنسبة محدودة، الحزام والطريق مشروع إقتصادي إستثماري صيني عالمي:
▪︎صناعات نفطية وبتروكيمياوية وتحويلية.
▪︎شبكات طرق جوية، وبحرية، وبرية متنوعة.
▪︎محطات تحلية المياه: ودعونا نتوقف عند هذه الخصوصية في مشروع الحزام والطريق من خلال هذا العرض الذي يقدمه لنا (مايكل كلير) وهو يرى أن حروب الموارد هي الجغرافيا الجديدة للنزاعات العالمية.
سكان العراق عام ١٩٥٠ بلغ (٥٢٠٠٠٠٠) نسمة
وفي عام ١٩٩٨ بلغ (٢١٨٠٠٠٠٠) نسمة
ومن المتوقع أن يكون في العام ٢٠٢٥ (٤١٦٠٠٠٠٠) نسمة
ومتوقع أن يكون في العام ٢٠٥٠ (٥٦١٠٠٠٠٠) نسمة
أي أن النسبة المؤية لزيادة السكان في العراق من العام ١٩٩٨ إلى العام ٢٠٥٠ هي (١٥٧،٣%)!
ولنتابع نسب الزيادة السكانية في بعض دول المنطقة ضمن الفترة الزمنية نفسها:
في تركيا (٥٣،٤%).
في فلسطين المحتلة من الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة (٥٤،٢%).
في سوريا (١٢٥،٥%).
في الأردن (١٧٨،٣%).
كم ستزداد الحاجة إلى المياه في منطقة تبدو فيها إرتفاعات النسب السكانية بهذا المستوى العالي جدا؟
ألسنا بحاجة إلى إستثمارات نوعية في مجال توفير مياه الشرب والري؟
لنقرأ ذلك بعناية..
* ميناء الفاو الكبير ..
الموانئ العراقية الحالية دون مستوى الطموح بكثير وذلك بسبب عدم إمتلاكها لركيزة إرتباط بالموانئ العالمية:
١. إمكاناتها قليلة وقديمة.
٢. ليست لها إطلالة واسعة على الخليج.
٣. لا تستقبل البواخر الكبيرة بسهولة.
نحن بحاجة ماسة لميناء الفاو الكبير لأنه:
١. سيربطنا بالموانئ العالمية..
٢. سيوفر العديد من فرص العمل لجيوش العاطلين عن العمل من العراقيين..
٣. سيكون نقطة إرتباط مهمة (أسرع، أرخص) بين الشرق والغرب إذ ما عضد هذا الميناء بشبكة متطورة من السكك الحديدية والطرق التي تربط الميناء بأوربا عبر تركيا.
سنكون نقطة إرتكاز مهمة في طريق الحرير بما تتوفر لدينا من موارد وما نملك من طريق أقصر وأقل كلفة، ومن هذه النقطة بالذات سنتحدث عن الأمن؟
فهل يمكن لميناء الفاو الكبير أن يكون سببا رئيسيا في توفر الأمن داخل العراق؟
وكيف؟
أما السؤال الأهم هو إلى أي مستوى وصل الإنجاز في هذا المشروع؟
وهل فعلا سينجز مشروع ميناء الفاو الكبير؟
هذا ما لم اجد له إجابة واضحة تستند إلى دليل..