المقالات

كل شيء من حولنا يغلي في هذا البلد..

1056 2022-02-16

 

إياد الإمارة ||

 

لا أريد الحديث عن الغليان السياسي والديني والأمني في هذا البلد فقد يشعرنا هذا الغليان أحيانا بالغثيان ولكني أريد التوقف عند الغليان الفاحش الذي تشهده السوق العراقية منذ إنتكاسة رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي وإلى يومنا هذا!

الرفع غير المنصف وغير المبرر  الذي كان عبارة عن خطأ إقتصادي جسيم تسبب به البرلمان العراقي السابق برئيسه السابق الحالي وتسببت به الكتل البرلمانية السابقة الحالية وقبل كل ذلك كان الخطأ من قبل حكومة السيد مصطفى الكاظمي التي لم تنصف محدودي الدخل من العراقيين وبقيت حكومة إمتيازات بامتياز تمنح حقوق الناس لفئة معينة ولجهات من خارج العراق على شكل منح وإستثمارات!

لا زلت أتذكر الصورة التي تعانق بها السيدان الحلبوسي والخال العزيز الذي أحبه كثيرا (الكعبي) بعد أن مُرر قرار رفع سعر الدولار وكأن الرجلين حققا إنجازا غير مسبوق بأن ضاق العيش على المواطن الفقير وأصحاب الدخول المتوسطة الذين خُفِضت رواتبهم إلى الثلث قسرا ودون سابق إنذار..

هل تتذكرون الصورة معي؟

العراق بلد مستورد يستورد حبة الطماطم ورأس البصل يا أيها السادة (رؤوس البصل) بالعملة الصعبة (الدولار) ومن الطبيعي جدا ومن البديهي جدا أن يرتفع سعر كل شيء في هذا البلد: الغذاء، الدواء، كافة المستلزمات الأخرى ...

القضية لا تحتاج إلى رؤية حاذقة ولا إلى خبير إقتصادي حاذق ينبينا بأن حياة العراقيين ستصعب بعد رفع سعر صرف الدولار الذي زعم البعض بأنه سيوقف تهريب العملة ولم يوقفها بل الغريب أن مزاد بيع العملة الصعبة قد إرتفع فعن أي إيقاف تهريب عملة تحدث وقرر وصوت وفرح الاخوة به؟

أمر غريب جدا غير مسبوق في أي بقعة من بقاع العالم ..

لم يحدث في أي دولة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها أن تسببت بإضعاف عملتها الوطنية لصالح عملة أجنبية كما فعلت الدولة العراقية برئاساتها الثلاث ..

المشكلة إن الطفرة غير المتزنة في أسعار المواد كل المواد في العراق غير متوقفة ولا تزال مستمرة ..

إذ فتح قرار رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي شهية بعض المستغلين لأن يستمروا بالرفع والرفع مستمر..

الرفع من أجل النصب وهذا ليس من قواعد اللغة العربية بل من قواعد اللعبة السياسية في عراق لا يجيد أهل السياسة فيه العمل السياسي.

المشكلة إن هناك تقارير تفيد بوجود إرتفاع عالمي بأسعار بعض المواد وفي مقدمتها الحبوب فهل يدفع هذا الواقع العالمي لتعضيد العملة المحلية وتقويتها أمام العملات الأجنبية أم العكس؟

حقيقة الحال إن السيد مصطفى الكاظمي ليس إقتصاديا فالرجل حقوقي وإن كان متخرجا من كلية أهلية درس فيها مساء ولم يقدم لنا إلى الآن شهادته الثانوية (الإعدادية) فهذا غير مهم لأن مهاراته (الحقوقية) واضحة جدا وضوح آلام العراقيين المستمرة أصحاب الحقوق الضائعة، لكن ذلك لا يمنع وجود إقتصاديين في الحكومة أو الدولة العراقية لديهم قدرة التمييز والتقرير بصورة صحيحة وإن كانوا قد تخرجوا من كليات أهلية دراسة صباحية أو مسائية شريطة أن يقدموا شهاداتهم الثانوية من مدارس معتبرة وإن كانت من خارج العراق.

أعود مرة أخرى إلى موضوع الرفع والنصب لأقف عند حالة الجر أيضا ..

كل ذلك غير مرتبط بقواعد اللغة العربية التي لا يجيدها العرب وسيبويه ليس من ناحية السيبة العراقية البصراوية فيا للغرابة!

 وإنما مرتبط بقواعد اللعبة السياسية -كما ذكرت- وهي فعلا لعبة تقوم على أساس فريق واحد يلعب على طريقته بالآخرين ليحقق الفوز دائما.

الفريق السياسي العراقي -أغلبه- يلعب بالشعب العراقي ولا يلعب مقابله وبالتالي فالقاعدة العراقية المزمنة أن تكون الغلبة للفريق السياسي!

الفريق الذي يرفع سعر صرف الدولار وأشياء أخرى ليست لمصلحة هذا الشعب المظلوم..

وهذا الرفع للنصب ..

النصب الذي يجر الناس إلى هذا الوضع المزري الذي يعيشونه الآن والله كريم.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك