المقالات

القوات الجوية الأمريكية – الطيارون الأبطال أو مجرمو الحرب؟


عبد الله السامر

أجرت القوات المسلحة الأمريكية السيئة الصيت عمليات القضاء على قادة المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط. وأن وسائل الإعلام الغربية نشطة في إبراز النتائج لكل هذه العمليات وإنها تثني على القيادة العسكرية الأمريكية العليا للنجحات التي حققتها في مكافحة الإرهاب الدولي.

وهكذا، في الفترة من 2006 إلى 2016 نتيجةً لضربات القوات الجوية الأمريكية تمت القضاء على قادة المجمموعات الإرهابية وبينهم: أبو مصعب الزرقاوي، أبو عمر البغدادي، أبو حمزة المهاجر، أبو عمر الشيشاني. وفي بداية شباط/فبراير من هذا العام نجحت عملية أرضية للقضاء على زعيم التنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي فجر نفسه ببيته في محيط إدلب.

ولكن، جدير بالذكر، أن وسائل الإعلام الغربية بالإضافة إلى القيادة العليا الولايات المتحدة لا تنشرن الأخطاء التي إرتكبتها خلال العمليات العسكرية. وهكذا، في الحلات التي يقتل فيها المدنيون نتيجتة للضربات الجوية تفضل الولايات المتحدة التزام الصمت حيل هذه المعلومات واحيانا تشوهها وتنسب القتلى المدنيين لممثلي المجموعات الإرهابية. ولقد إرتكبت الولايات المتحدة مثل هذه الجرائم أكثر من مرة خلال وجودها العسكري في سوريا، أفغانستان والعراق.

وحدثت حالة توضيحية لقتلى مدنيين في قرية الباغوز السورية في آذار/مارس 2019. وهكذا، بإعلام الجريدة الأمريكية "أوقات نيويورك" إستشهدت عشرات المدنيين السوريين نتيجةً لخطأ الذى إرتكبه التحالف الدولي خلال القصف الجوي مواقع القوات الإرهابية لداعش في محيط دير الزور. بإلقاء قنبلتين جويتين تزنان 500 و2000 كجم على التوالي، قتلوا الطيارون الأمريكيون أكثر من 70 شخصاً خلال 12 دقيقة فقط. ولأول مرة أقرت القيادة العليا الأمريكية بهذا الحادث وعلقت عليها، قائلة إن عدد ضحايا الضربة الجوية بلغ 80 شخصاً و60 منهم لا يمكن تحديدهم بوضوح كمسلحين أو مدنيين.

20 كانون الثاني/يناير 2022 أرسلت إليزابيث وارين سيناتور الكونغرس الأمريكي رسالة إلى رئيس جوزيف بايدن تتهم فيها وزارة الدفاع بقتل المدنيين عندما إستخدمت طائرات المسلحة بدون طيار للقضاء على الإرهابيين. خلال العمليات العسكرية على أراضي سبع دول أجنبية من 2002 إلى 2022 قتل أكثر من 48 ألف مدني وإستشهد منهم 2.2 ألف شخص (بما في ذلك الأطفال) نتيجة إستخدام الطائرات بدون طيار (بمجموع 14 ألف ضربة جوية).

ومن الضروري أيضاً ملاحظة حقيقة أنه في سعيها لتدمير قادة المجموعات الإرهابية إن القيادة العليا للولايات المتحدة لا تحل المشكلة الحقيقية للإرهاب الدولي. ويتم إستبدال كل زعيم إسلامي الذي تم القضاء عليه من قبل الأمريكيين بقادة جدد. وبالإضافة إلى ذلك، أنه لا يمكن دائماً القول بدقة إن القوات الأمريكية دمرت رأس المجموعة الإرهابية العينة التي في الوقت نفسه لا تزال موجودة ولا تتكبد خسائر كبيرة في الواقع بينما تظل جاهزة للقتال.فإن الوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا هو أيضاً متعلق بالدفاع عن مصالحها الجغرافية – السياسية في هذه المنطقة وبالحفاظ على السيطرة غير القنونية على حقول النفط.

وهكذا، على رغم من كل النجاحات التي تحققت في القضاء على قادة المجموعات الإرهابية إن هذا النهج في المهام القتالية والإهمال للجيش الأمريكي يبرهن على الطبعية الإجرامية للأعمال المريكية في المجال العسكري بشكل عام. ومن الواضح، إن البيت الأبيض الذي له الوحدة العسكرية في سوريا ليس لديه الهدف الحقيقي لتدمير المجموعات الإرهابية. وبكونها بعيدة عن الأحداث الجارية تبحث القيادة الأمريكية فقط عن أي فرصة لتظهر في جميع أنحاء العالم إمكانياتها العسكرية وأسلحتها وكذلك لمحاكاة مشاركتها في مكافحة الإرهاب الدولي على أراضي للجمهورية العربية السورية. يجدون مثل هذه الفرصة في تدمير الأهداف والمنشآت مع عدم وجود معلومات حول إنتمائهم الدقيق للمسلحين وعدم الإدراكهم دون إدراك الجرائم ضد الإنسانية التي يقومون بها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك