كثير من الناس لا يفقهون معنى الانتماء للدين اولا ثم للوطن او العكس .. والسبب لان من يتكلم بهذا الموضوع ويتحاور فيه لا يملك دليل شرعي. انما سمع من ادبيات الاحزاب القومية التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين , وتشبعت الافكار بتلك الاطروحات . في وقت لم يطرح علماء المسلمين راي الاسلام اما تقيتا وخوفا , او لعدم اهتمامهم بالرد على التقولات.
في البداية اقول ان الله تعالى انزل القران دستورا ونظاما للناس وارسل الانبياء ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور , ولم نسمع فقرة في القران تفضل الوطن على الدين , ولم نسمع ان الله تعالى يسال المكلف انت في أي بلد تعيش..؟ بالمقابل نجد تعاليم القران تأخذ بأعناقنا , في كل مظهر من مظاهر الحياة ,{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا. .والأمانة هي حق الله على عباده، وما شرعه لهم من توحيده والإخلاص فيما أوجب عليهم من عبادات واخلاقيات . وترك ما حرم الله عليهم، واهمها حق الوالدين وحق الرحم والنبوة والامامة.
انا خلقني الله في ارض تسمى وطن واوجب علي الدفاع عنها ضمن مجموعة مثل تشكل هرم الجهاد في الاسلام وهي الدين والعرض والمال والدماء والوطن.. ولكن لو تعارض وجودي في الوطن ان افقد ديني يامرني الله ان اترك الوطن ولا اترك الدين . ولنا اسوة برسول الله{ص} حين هاجر تاركا وطنه فكانت هجرته جهاد عظيم.. لانه حفظ الدين. وقاتل المهاجرون والرعيل الاول ابناء وطنهم من اجل الدين وليس من اجل مساحة من الارض تسمى وطن.. نعم للوطن خصوصية ولكن لا ترقى لمرتبة الدين .. وهذا الموضوع يعتبر قمة في الانسانية , لان الاسلام لا يريد للمسلم ان يعيش ذليلا خانعا. إذًا لم يقبل القرآن عذر الأذلاء الذين يعتذرون بالعجز عن العمل، أو بتغلُّب الحكام الطغاة عليهم، وصدِّهم عن ممارسة شعائر ديمهم ، بل دعاهم إلى الهجرة حيث يستطيع الإنسان العمل. والهجرة تعني ترك الوطن اما فرارا بدينك او للعيش الكريم ..
واليوم نسمع عن جماعة بدلوا هويتهم الشخصية { الجنسية } وانتسبوا لبلاد اخرى . ليس للدين اعتراض ما دام الانسان باقيا على دينه{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا .}
هذه الاية تلوم وتعنف من بقي بوطنه وتحمل الذل في مكان يسمى وطن فقد بسبب النظام الذي يحكمه كرامته واخلاقه ودينه .. والسلام عليكم
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha