محمد صادق الحسيني ||
ما ان اندلعت العمليات الروسية لتطهير اوكرانيا من النازية الجديدة بحكومتها في كييف وكتائبها ( الفالانج) من وحدات آزوف التي تم تدريبها على يد ضباط المخابرات الاميركية ، حتى سارعت واشنطن بنقل سفارتها الى مدينة لڤيڤ في غرب البلاد ونحو ٧ آلاف من موظفيها من الCIA والقوات الخاصة التي كانت تعمل في ٢٥ مختبراً للحرب الجرثومية تم زرعها على طول وعرض البلاد الاوكرانية.
عملت ذلك لانها تعرف بالضبط الى ماذا يهدف بوتين عندما قرر اغلاق باب الديبلوماسية مع الغرب والدخول في عملية جراحية عنيفة اكثر من ضرورية على الارض الاوكرانية ...
تعرف ان كل جماعاتها مطلوبة للتصفية وان وجه اوكرانيا كما وجه اوروبا سيتغير تماماً من اجل منع قيام حرب عالمية كانت ستندلع لو ان بوتين لم يفعلها وترك الغرب يقتحم الاتحاد الروسي على الطريقة السورية..!
ولمعرفة سبب وحيثيات الهروب الاميركي والغربي وربما زيلينيسكي نفسه وطغمته الحاكمة في كييف الى غرب البلاد، لابد من العودة الى التاريخ قليلاً لعرض صورة موجزة ولكن مكثفة لما تعنيه لڤيڤ التي تتجمع فيها رأس الافعى النيو نازية :
انها جمهورية غرب اوكرانيا "النازية" المعروفة لدى كل من يعرف تاريخ اوكرانيا القديم والحديث ، وكما يلي باختصار :
١) تم الاعلان عن
تأسيسها ، في مدينة لڤيڤ Lviv التي يكثر الحديث عنها حالياً ، بتاريخ
١/١١/١٩١٨
في منطقة غاليتسيا ، التي كانت جزءاً من اراضي امبراطورية النمسا- المجر ، وذلك بعد هزيمة هذه الامبراطوريه في الحرب العالميه الاولى وانهيارها .
٢) كانت اغلبية السكان من القوميه الروسيه ( أوكرانيين ) وكان يسكنها اقليه بولنديه .
٣) قامت القوات البولنديه ، بتاريخ ٢٢/١١/١٩١٨ ، باحتلال مدينة لڤيڤ التي كانت تعتبر عاصمة تلك الجمهوريه ، مما اضطر القائمين عليها بالهرب الى مدينة ستانيسلاو Staneslau ، بتاريخ ٢٢/١١/١٩١٨ .
٤) عقد "برلمان " الجمهوريه ، المكون من عناصر منشيڤيكيه ( شيوعيين منشقين عن الحزب الشيوعي السوفييتي) واصلاحيين اجتماعيين ودعاة فيدراليه…. وكلهم معادين للشيوعيه ، عقد هذا البرلمان جلسته الاولى بتاريخ ٣/١/١٩١٩ في ستانيسلاو .
٥) عقد هذا البرلمان جلسة اخرى بتاريخ ٢٢/١/١٩١٩ قرر خلالها ضم هذه الجمهوريه الى جمهورية أوكرانيا الشعبيه ( الشيوعيه ) التي كانت قد اعلن عن قيامها بتاريخ ٢٠/١١/١٩١٧ . وقد اشترط اعضاء ذلك البرلمان ان تتمتع غرب أوكرانيا بنوع من الاستقلال الذاتي ضمن اوكرانيا الموحده .
٦) في شهر ايار / ١٩١٩ استولى الجيش البولندي على عاصمة جمهورية غرب اوكرانيا وفي شهر تموز /١٩١٧ استولى الجيش البولندي على بقية اراضي جمهورية غرب اوكرانيا وضمها الى بولندا .
٧) قرر المجلس الاعلى لمؤتمر باريس للسلام ، بتاريخ ٢١/١١/١٩١٩ ، ابقاء هذه المنطقه تحت السياده البولنديه . وبقيت كذلك حتى ٢٥/٤/١٩٢٠ عندما تقدم الجيش البولندي داخل الاراضي الاوكرانيه ، خوفاً من سيطرة الجيش الاحمر عليها ، واحتل كييف في التاريخ اعلاه .
٨) بتاريخ ١٨/٣/١٩٢١ تم توقيع اتفاقية سلام ، بين الإتحاد السوفييتي وبولندا ، في ريغا عاصمة ليتوانيا تم من خلاله تأكيد سيادة بولندا على اراضي جمهورية أوكرانيا الغربيه .
هذه الجمهورية يحاول الاميركي المهزوم والمنكسر امام تقدم بوتين احياءها كآخر امل له لانقاذ ما يمكن انقاذه من نفوذه هناك بالتعاون مع حكومة بولندا التي نصبها هناك ستيف بانون مستشار الرئيس السابق دونالد ترامب على اسس نازيك ايضاً.
من اجل هذا وغيره من حيثيات وتداعيات العملية الجراحية الروسية ، لابد من قيام جبهة عالمية للحرب على النازية الجديدة المتجسدة بالوحش الاميركي في واشنطن بشقيه الجمهوري والديمقراطي، وهزيمته في اوروبا ، كما حصل في تحالف الحرب ضد الارهاب في سورية والعراق للقضاء على القاعدة وداعش واخواتهما هناك.
عالم ينهار
عالم ينهض
بعدنا طيبين قولوا الله