محمّد صادق الهاشميّ ||
أيّها الأخوة، في الوقت الذي تبذلون فيه الجهد؛ لإعادة التوازن للموقف الشيعيّ، وهو أمر مهمّ للغاية، إلّا إنه ينبغي معه أنْ لا تركّزوا جهدكم على موضوع تشكيل الحكومة فقط، وإنْ كان هذا أمراً حسّاساً، ويتعلّق بمصير الشيعة، إلّا أنّ أدواراً مهمّةً من الضروري أنْ تقوموا بها، وهي:
1. انزلوا إلى الشارع ، إلى شعبكم ، إلى جمهوركم وأهليكم ، فإنّهم غاضبون متألمون، ويعانون الأزمات:
(أ). غلاء اسعار السلع الضروريّة التي تمسّ حياتهم اليوميّة.
(ب). والفقر المدقع، وفي الحديث عن إبراهيم (ع): «يا ربِّ، الفقرُ أشدّ من نار النمرود عليّ»
(ج). نقص الخدمات.
(د). كثرة البطالة ، وما هي تداعيات كلّ هذا ، فلا يعذركم شعبكم بحال .
غادروا قصوركم ومكاتبكم إلى الجمهور والفقراء؛ لمواساتهم والتعرّف على آلامهم وآمالهم، وحاجاتهم؛ لتعملوا جاهدين في التعرّف على آراء المحبطين ومحنتهم، ولا تعتذروا بأعذار - نعتبرها أمام محنة الأمّة - واهيةً.
2. اهتموا بالإعلام، وتواصلوا مع شعبكم، واشرحوا للأمّة كُلّ التفاصيل؛ لتشركوا الرأي العامّ معكم؛ وليقف إلى جانبكم، ولا يكفي أنّكم تطلّون علي الأمة من علياء أبراجكم العالية، والكراسي العاجية، فإنّ الفتنة القادمة – لا محالة – هي أكبر منكم، فالشعوب تأكل الحكّام إنْ لم تجد ما تأكله.
3. اهتموا بالنخب المثقّفة، والأقلام المدافعة عن المشروع الإسلاميّ، وعليكم التواصل معهم فهم طريقكم إلى الأُمّة لإفهامها ما أنتم عليه، وما تفكّرون به، وهم أخلص من بعضكم .
4. وحّدوا صفوفكم ( الإطار التنسيقي )، وحوّلوا إطاركم إلى مؤسسة فاعلة لها نظامها ومؤسساتها ومكاتبها وممثليها من الأحزاب والمثقّفين وشيوخ العشائر ورجالات الفكر والشباب والاكاديميين ومراكز الدراسات البحثية.
5. اشرحوا للجمهور من الآن برامجكم ومشاريعكم الخدمية، وحلولكم للأزمات التي تعصف بالبلد ، وعلى الساحة الداخلية والإقليمية ، والدولية، وعالجوا مسألة ومشكلة انعدام الخدمات، وكثرة البطالة، وادرسوا سبل النهوض بالاقتصاد، حتّى تعرف الأمّة أنّكم منها وإليها، وأنّ خلافكم مع الأطراف الأخرى إنّما هو من أجل المصالح العامّة، وليس لأمر شخصي ، ونفع حزبي، كما يشاع في الإعلام، حتّى بات أمرا يعرفه القاصي والداني.
6. مرجعيتكم التي أغلقت أبوابها بوجهكم عليكم أنْ تصلوا حدّ النجاح في فتح أبوابها والتواصل معها، وهذا يحسب لكم، وهي معكم إنْ رأت فيكم خيرا، كما كانت تظنّ من قبل .
7. طهّروا أحزابكم من الفاسدين الذين كانوا وما زالوا السبب في نكستكم أمام أمّتكم.
8. أعيدوا النظر بسياساتكم السابقة وتحالفاتكم القديمة، ومع من تنكّر لكم الآن؛ لترسموا خطّاً مستقيماً تتعرّفون من خلاله على صحّة المنهج، والتحالف الحالي من خلال معرفة خطأ تحالفاتكم السابقة غير المدروسة، فـ (خنجر الأمس ) كان معكم، وهو اليوم (خنجر ) خنجر في يد غيركم ، ويراد منه ملامسة نحوركم .
9. أنتم - وفق الدراسات ونتائج الانتخابات - لا تنتمون إلى الجمهور إلا البعض منه ومنكم، ومن هنا يتوجّب عليكم أنْ تترسّموا آلياتٍ جديدةٍ تعمّق انتماءكم لهم ليكون ضدّاً نوعيّاً مقابل من يحاول أن يبني دولته العميقة في الحكم ليقوم باجتثاثكم .
10. زيّنوا مستقبلكم بمزيد من النزاهة والتواضع والإخلاص، وترفّعوا عن الكثير من الممارسات الخطرة من المصالح الشخصيّة والحزبيّة ،والاعمال غير المشروعة من رفاهٍ، وأموالٍ طائلةٍ، وثروات ممتدة، والتي عرفها القاصي والداني .
8 / 3 / 2022م .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha