المقالات

الوداع المقدّس..


  كوثر العزاوي ||   من وحي الحب الطاهر..وفي غفلة من الزمن..طلب يدها بانتظار موافقتها، سألت قلبها بتعجب!! تُرى كيف لقلبها أن يَخفق مرة أخرى وقد عاهدت مولاها الأمل أن لاتدع احدا أن يستوطنه غيره!! صمتت طويلا..توسلت كثيرا..بكَت..تردَّدت..استخارت ربّها عند أحد أبوابه المطهّرة..استرشدته فأرشدها أن{كُلي واشرَبي وقَرّي عينا..}..فردّت..بسم الله الرحمن الرحيم، بأذنك إمام العصر والزمان كن أنت وكيلي..فقالت نعم.. وعلى الصَداق المعلوم "مصحفًا وبسيجية مثقوبة، كانت أحَبّ إلى روحها لأنها قد تشبّعت بعطره منذ سنوات قبل أن تعرفَهُ "مع شرط الشراكة في القلم الذي هو مبدأ الرباط المقدس! ‏أرادت أن تكون معه بُقعَة نورٍ تضيء به وله، وكتلة عطاء في عالَم خِدمة النهج والهدف..ليقطعا طريقًا تَعاهَدا أن يكون آخر نقطة لهما معًا عند باب الجنة.! هي لم تكن تملكُ شيئًا في حياتها..يتيمة الّا من أمل تتشبث به منذ الصبا، وبه تعيش، ومن أجله تحمّلت كثير من الخيبات  والصفعات..لكنها حافظت على روح الاستعداد لتعطي اي شيء لأجل ذلك الأمل المقدّس الذي تنتظر حدّ الفناء! أما هو، فكان يملك مقوّمات الحياة وفق قوانين الله "عزوجل" إلّا شيئا واحدًا..قال لها: "انتِ ماينقصني"! قالت: كيف؟! قال: كل اولئك يأخذون ولايعطون.. وعن نهجي ومنهجي بعيدون..يتكاملون ولايكمِّلون..أتمنى ان اتكامل بكِ ومعكِ..فرحتْ جدا برسالة الله الواهب للنّعم..رأتهُ الملاك المدَّخر في عالَم الغيب..إنه الجندي الذي انتَظَرت سنين عجاف! فحلّقت في فضاء الطهر خاشعة شاكرة. ووهبت..وأعطت..وانطلقت..وأعدّت واستعدّت..كتبت من خاطر الإخلاص شعرًا ونثرًا..وهمَستْ في أذن الرحيل ان لاتقترب..والتمست هاجس الفراق أن لاتدنو..فقد أوجعتها سياطهما.. ومرّ عام بين خوف ووئام..وفي مولد ذكرى الحب الطاهر الذي انبثق من وحي الحرمان والصبر..الذي  رتّبته يد الغيب الرؤوم..ترى الفضاء ادلَهمّ..وستائر الماضي كشفت عمّا وراءها من سحُب رمادية..يد العشق ارتجفت..ولهفة الاشواق خَبتْ..ونسائم الشغف هدأت..ياألهي!! ثمة لغزٍ يهدّد كيان حَرم عشقها..يهزّ أمان أستقرارها..أمرٌ  ما غامض صَعُبَ عليها فكّ شيفرته مهما فكّرت به..لكنها تجاهلت كل شيء، حبًا وكرامة لصدقه..فتحت نوافذ كيانها وقالت: ادخل من اي باب شئت، ورغم اندفاعه وإخلاصه، غير أن هناك أمرا يُحيّره..يُربكهُ..يجعلهُ شارد الذهن عنها كأنه بين الإقبال والإدبار..قلِقت عليه ومنه..سهرت لأجله..همست لنفسها مناجية.. إلهي! انت الذي أعطيت..انت الذي وهبت..انت الذي جمعت..وأنت وانت..وها أنا قد أسلمت نفسي إليك رضًا بقضائك يارحيم..قد بدأ الحلم المقدس ينعطف بمسارهِ، ليس زهدًا ابدًا..ولا استغناءًا محال..إنما خوفا عليها..وقد أحسّت هي أيضا بالتعثّر لمرات عدّة فطالما خشيت وارتبكت فرائصها من فوت حُلمٍ نَما معها..غير أن المشوار طويل..والحِمل ثقيل.. والطريق غير معبّد..فلاحَت في الأفق علائم الفراق قبل الإحتراق!  ف قد قرَّرَ القلبان حيث محلّ قدسه الرحيل.. رافضَين البقاء في سجن عالَم المادة..ستعرجُ الروحَين بالعـشق إلى الله، حملت روحَه معها دون أن يشعر، ليبقى شريكها رغم النوى، لتحلّق في ملكوت الله إلى الأبد ..ورحَلَت دون أن تتوشّحَ بالبسيجية التي عشِقت وكما تمنّت.. فلوّحَ لها بكفّ الوداع "الملتقى عند الحسين"    ١١شعبان ١٤٤٣هج  ١٥-٣-٢٠٢٢م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك