إياد الإمارة ||
ليست المرة الأولى التي تقوم بها دولة الكويت بالتعدي على الصيادين العراقيين وإختطافهم من داخل المياه الإقليمية العراقية بلا مبررات قانونية..
هؤلاء ليسوا سوى صيادين يبحثون عن قوت يومهم في عرض مياهنا الإقليمية لا يحملون سلاحا ولا يشكلون أي تهديد للدولة الجارة الشقيقة ولم نسمع منها ما يبرر هذه الأعمال غير القانونية التي تسيء كثيرا للعلاقات العراقية الكويتية.
انه إنتهاك حقيقي صارخ للسيادة العراقية ..
انه تعدي سافر على مواطنين عراقيين بلا مبررات ..
نحن -مواطن- لا نقبل بأي تعدي أو تهديد تتعرض له الكويت من مواطن عراقي أو عبر الأراضي العراقية وللكويت كامل الحق ولها حرية التصرف في حال وجود هكذا تعديات أو تهديدات يقوم بها عراقي أو غير عراقي عبر الأرض العراقية.
الحدث هو: المواطن (عبد الحسين بدران جاسب) من محافظة البصرة قضاء الفاو جنوب المحافظة تحديدا، صاحب الزورق (لنج) المرقم ٣٢٥/بصرة ويحمل أسم (القائم)، قامت السلطات الكويتية بتاريخ الثامن من هذا الشهر (٨/آذار) بتجاوز الحدود البحرية العراقية وإختطاف الزورق وطاقمه المتكون من سبعة أشخاص وإقتادتهم إلى داخل الكويت ولا يزال مصير المختطفين مجهولا لليوم السابع على الرغم من مناشدات الحكومة المحلية في البصرة للسلطات الكويتية بغية الإفراج عن الزورق العراقي وطاقمه من الصيادين ..!
هؤلاء مجرد صيادين ليس إلا ..
ليسوا مقرا لمسيرات صهيونية تشن عدوانا على دول أخرى عبر الأراضي العراقية وليسوا مختبرات أسلحة بايلوجية أمريكية تتخذ من المياه العراقية الإقليمية مقرات لها، فلماذا تتعامل معهم الكويت بهذه الطريقة؟
حديثي عن: إستهداف إيراني لمقر الموساد الصهيوني (الإستراتيجي) في محافظة اربيل العراقية وكان هذا المقر العدواني مسؤولا عن هجوم شنته ست طائرات مسيرة صهيونية استهدف مقرا لقوات الحرس الثوري في مدينة كرمنشاه الإيرانية ..
أنا -المواطن- لست مع أن يستهدف العراق من أي جهة كانت وتحت أي ذريعة لست مع أن يستهدف من إيران أو تركيا التي تصول وتجول جيوشها في شمال العراق ولديها قاعدة عسكرية هناك أو من الكويت التي تتعدى على الصيادين العراقيين داخل الأراضي العراقية، ولكني لست مع أن يكون العراق قاعدة أو ممرا لعدوان صهيوني على الآخرين وحري بحكومتنا وقوانا الوطنية أن تكون حازمة في هذا الأمر وتمنع أي وجود صهيوني يكون ذريعة لإستهدافنا، إن سكوت حكومتنا وعدم منعها لوجود مثل هكذا مقرات (إستراتيجية) عدوانية تهدد أمن الآخرين -وهي بالتأكيد قبل كل ذلك تهدد أمننا في العراق- يعد مبررا شرعيا للآخرين لأن يقوموا بما يحفظ أمنهم ويمنع عنهم أي تهديد.
ولي أن أسجل ملاحظة مختصرة متعلقة بحساسية بعض الأطراف العراقية ضد إيران الإسلامية وهي حساسية بعضها وطني حقيقي وبعضها (موروث) من السياسات البعثية الإرهابية الصدامية التي لم نجن منها إلا التدمير والخراب والتراجع وبعضها مدفوع بأحقاد طائفية وبعضها وبعضها، حساسية لم نجدها ضد تعديات تركية مستمرة تنتهك السيادة العراقية ولم نجدها ضد الإرهاب الوهابي التكفيري السعودي والإماراتي الذي لا يزال يفتك بنا بلا هوادة، ولم نجدها ضد مجالس عزاء أردنية تقام سنويا على روح الطاغية المجرم صدام وروح الإرهابي الزرقاوي، لم نجدها وبعض ساسة العراق يجتمعون علنا ليقرروا للعراق من انقرة التركية وابو ظبي الإماراتية ..
لماذا ينز هرمون الحساسية المفرطة ضد إيران الإسلامية ولا ينز هذا الهرمون ضد تعديات حقيقية تقوم بها جهات عدوانية أخرى؟
هل حصل (الحساسون) على تطعيم معين يمنع حساسيتهم ضد تركيا والسعودي والإمارات والأردن وأمريكا؟
الوطنية والسيادة مفاهيم واحدة لا يمكن تجزئتها بأي شكل من الأشكال.