المقالات

الانسان والبشر ..!


  محمد الابراهيمي ||   ان من تلك النعم التي انعم الله بها على بني ادم واعطاه الوسائل الجسدية التي تبدأ من الامام الباطني الذي هو القلب والى ما لا نهاية من بديع خلقه ونعمة صنعه التي لا انقطاع لها   وكانت في محل الخدمة للانسان ماديآ   كي يسير بها في حياته على ارض ربه ويعمل ويأكل ويشرب , ومن المسلم به ان هذه الوسائل الرفيعة العظيمة  التي للان لا يستطيع الانسان وان اجتهد في تطور علمه ان يكتشف خلايا بسيطه منها , بأجمعها هي ملكآ عظيمآ لله عزوجل  ,  الشيء بالشيء يذكر ان هناك علماء الدماغ يقولون : ان هناك خلايا في الدماغ هي من صنع الله عزوجل لا نستطيع اكتشافها وقد نستطيع اكتشافها من خلال ألة  يكون حجمها بحجم الكرة الارضية حتى نستطيع رؤية هذه الخلايا الموجودة في الدماغ ,  ومن خلال هذه الكلمة التي خطرت في بالي ودونتها في  مــــــقالي  استطيع ان اقول  ان الانسان وان تطور ووصل الى مرتبة من العلوم التي لا انقطاع لها , يجد ان هناك علمآ واسعآ  والات جسدية عظيمة اودعها الله عزوجل عند الانسان لا يستطيع رؤيتها ولا اكتشافها اصلآ   اصبح الانسان من المسلم ان يؤمن بالقدرة الالهية واليد الربانية التي ابدعت بذلك الصنع البديع , وهنا يستطيع الانسان من  خلال  الايمان بتلك القدرة الالهية ان يرتقي من مقام الانسانية الى مقام البشرية من خلال بعض من التسائل بينه وبين نفسه   من انا؟ ولماذا خلقت ؟ وماهو الهدف من خلقي؟ وماذا يتطلب ان اصنع؟ وماهو عملي ؟ وماهو واجبي اتجاه الصانع ؟  واذا اردنا ان نراجع القرأن الكريم فقد ذم مقام الانسانية ذمآ واسعآ واليك ايها القارء العزيز بعض من تلك الايات التي تبين ذم الانسان ومقام الانسان  قال الله تعالى : (قتل الإنسان ما أكفره من أي شئ خلقه). سورة: عبس. الآية: 17.  قال الله تعالى : (وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين). سورة: الزخرف. الآية:   قال الله تعالى : (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور). سورة: الحج. الآية: 66 .  قال الله تعالى : (إن الإنسان لظلوم كفار ). سورة: إبراهيم. الآية: 34 .   الإنسان قتور  قال الله تعالى : (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا). سورة: الإسراء. الآية: 100.  قال تعالى ( خلق الانسان هلوعا اذا مسه الشر جزوعا)  وهكذا بينت الايات القرأنية مقام الانسان وذمه اذآ ماذا يصنع الانسان حتى يتخلص من مقامه الدني المتمثل بالمادة والشهوات كيف يرتقي الى مقام البشرية؟  وكيف يكون بشريآ بأفعاله واقواله وحركاته وسكناته؟  وماهو مقام البشرية وكيف يمتثل به الانسان امتثالآ صحيحآ وحقيقيآ؟  لفظ الإنسان يُعد سمة من سمات الناس بشكلٍ عام على عكس الحيوانات، وبالتالي فإنَّ كلمة إنسان هي مُجرد صفة تطلق على كل شخص لتمييز عن غيره من المخلوقات، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ لفظ الإنسان صحيح أنه يُطلق على كافة الناس، لكن لا بُدَّ من مراعاة الفروق بين كل شخص وآخر والتي تميزهم عن بعضهم البعض  حينما نطلع على القران الكريم والسنة النبوية والاحاديث التي وردت عن اهل بيت النبوة (سلام الله عليهم اجمعين ) نجد ان هناك مقامآ لابد للانسان من ان يرتقي به حتى يصل الى مقام البشرية  الذي ثنا عليه القران والعترة الطاهرة .....  واول ما ننضر الى ما لابد منه هو مرتبة ومقام واسع لابد له من ان يمتثل به الانسان وهو   ( الايمان بالله عزوجل )(والايمان برسوله الكريم صلى الله عليه واله )( والايمان بولاية المولى امير المؤمنين عليه السلام وابنائه الحجج الهداة)    وبهذا يحقق الانسان الارتقاء من المقام الجسدي المتمثل بالجسد الى مقامآ واسعآ متمثلآ بالروح والعقل ..  لابد من عقل يتفكر به وروحآ ساميتآ يتدبر بها وقلبآ سليمآ لا معطلآ  ويفرق لنا القران الكريم ذلك المقام حين ما يقول عز من قائل (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُون إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)  وبهذا المقام الجلل هو مقام البشرية خاطب الانبياء الناس جميعآ قالو ( انما نحن بشرآ)  ولم يقل اناسآ   وحينما خاطب رسول الله ( صلى الله عليه واله ) الناس يوم غدير خم قبل الايمان بعلي عليه السلام خاطبهم بقوله ( يا ايها الناس ) ولم يقل يا ايها الذين امنوا  اذآ حينما يطلق القران الكريم تلك الكلمة والتي مفادها يا ايها الذين امنوا انما يخاطب البشرية ولم يخاطب الناس  المتمثلين بالجسد والشهوة والمادة ....  ويخاطب القرأن الكريم الذين امنوا بالطاعة في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فيرتقي بالطاعة الى الله عزوجل من مقام الانسان الى مقام البشرية    وحينما يريد من الانسان ان يسلم ما لديه وما يملك الى الله ورسوله بالتأكيد في الاية المباركة (يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليمآ )  رأينا في هذا الايه مقامين من التسليم هو القاء التحية على رسول الله(صلى الله عليه واله)  وكذلك التسليم اليه روحي له الفداء فحينما يسلم ما يملك الى رسول الله يرتقي  لانه محل الفيوضات الالهية والمعطيات الربانية والرحمة وهو امامها ومنبعها بابي انت وامي يا ابا الزهراء .....  حينما يقرء المؤمن كتاب الله الحكيم ويتدبر قراءته ويتفكر بأياته يجد ان هناك قولآ مباركآ في ختام القرأن الكريم في سورة العصر  في قوله تعالى :  (( والعصر ان الانسان لفي خسر ))  يبقى العبد حائرا يقول ياربي  انت قسمت بذاك العصر الذي بعثت به رسولك والعصر الذي يخرج به وليك وابن وليك مولانا الامام المهدي ( عليه السلام ) والعصر الذي يبدا من نهاية الضهيرة الى غروب الشمس  انني في خسر ماذا اصنع  وما الذي يجعلني ان ارتقي الى النجاح والفوز عندك والفلاح في رضاك وكبسه والدخول الى جنتك ..... رحماك يارب ....   عندئذ يأتي الجواب الى بني ادم الى الانسان الكفور الضلوم الجاهل المجادل القتور   (( والعصر ان الانسان لفي خسر ؟؟؟  الا الذين امنوا  وعملو الصالحات  وتواصوا بالحق   وتواصوا بالصبر   الايمان يبعث الانسان الى العمل الصالح وهو الاتصال الحقيقي بين المعبود بين الخالق والمخلوق  بين الصانع والمصنوع بين الفقير والغني الحميد بين البشر وبين الله عزوجل  فيتواصى الانسان بالحق ويعمل به ويسير عليه ويدافع عنه ويحمل رايته ... جعلنا الله عزوجل من تلك العصبة التي حملت راية الحق وتواصت به ,  ثم يتواصى بالصبر عندئذ يمتثل الصبر الحقيقي بذاك الجبل الواسع وهو الصبر على انتضار الفرج وهو من اوسع معالم الصبر    وها نحن قد حققنا هذا الصبر وسرنا عليه وهو الانتضار لسيدنا ومولانا وقائدنا الامام المهدي سلام الله تعالى عليه   اسئل الله تبارك وتعالى ان يجعلني واياك ايها القارء  من السائرين على نهجه والمتبعين له والمتواصين به والمستشهدين بين يديه بحق الحق واهله   واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك