المقالات

الام..!


حسن الحسناوي ||   قبسٌ من نور يضيء لنا الحياة، نسمة أمل تملأ دواخلنا، نبع عطاء لا ينْضَب، هي للظلام النّور، وللقلب السّكينة، وحدها من تزرع البهجة في نفوسنا بمجرد سماع صوتها يملأ أركان البيت، وجودنا في هذه الحياة أخذ منها الكثير، الكثيرَ من الراحة والصحة فهي من حملتنا في أحشائها تسعة أشهر، وهي من أنجبتنا، وسهرت على راحتنا، فكانت لنا المعلم الناصح ،والأخت الحنون، والصديقة الوفية فالأولى أن نعزوَ الغنى لوجودها، لا غنى المال فقط بل غنى الروح بالحب والأمل والحنان. الأم هي أكثر من يستحق العطاء والتضحية والحب، كيف لا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعتها، وقرن رضاه برضاها، فقد قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، (لقمان، آية:14)، ولا عجب في ذلك ففضائلها تملأ حياتنا بمراحلها المختلفة، وحاجتنا إليها دائمة لا تقترن بسنٍّ أو حال، فهي وحدها من يقدر على تقمّص أدوار مختلفة فتارة تكون الطبيبة وتارة المعلمة وأخرى الصديقة، تتقن كل الأدوار بكل الحب والإخلاص، تفعل ذلك من تلقاء نفسها مدفوعةً بغريزة الأمومة التي أسبغها الله سبحانه وتعالى عليها، وحدها من يمكنها فعل ما لا يمكن فعله فقط لترى الابتسامة على وجوه أبنائها، تفدي روحها مقابل راحة أبنائها وسعادتهم. للأم حقوق كثيرة على أبنائها، فمن حقها عليهم طاعتها، والالتزام بأمرها، والإحسان إليها ومن ذلك حسن المصاحبة في جميع أحوالها في شبابها وهرمها، وفي صحتها ومرضها، وفي قوتها وضعفها وكل حال من هذه الأحوال يتطلب نوعاً آخر من المصاحبة، ففي هرمها وجب علينا أن نكون لها الأنيس وألا ندع شعور الوحدة يتسلل إلى داخلها، وفي مرضها علينا أن نكون لها الطبيب لا طبيب الجسد بل طبيب الروح الذي يخفف وطأة الإحساس بالضعف والهرم، فعلينا أن نشعرها ونعبر للأم بأننا ما زلنا بحاجة لحبها وحنانها مهما كبرنا وكبرت، ومن حقها أن تُعامَل بلطف ولين وأن لا يُتَأفَّف في وجهها، ومن حقها مجالستها ومحادثتها ، والعمل على راحتها، وتلبية كل ما تحتاجه حتى قبل أن تطلب، والإنفاق عليها وجعلها لا تحتاج أحداً، وإدخال السرور إلى قلبها، وصلة رحمها والدعاء لها في حياتها وبعد وفاتها. ثمرات هذا البر كثيرة ومتعددة، منها ما يتم حصاده في الدنيا ومنها في الآخرة، فالبار بأمه يكسب رضا الله سبحانه وتعالى، ويكون قدوة لأبنائه فيقلّدونه في الإحسان إليه وإلى أمهم فيكسب برّهم، ويبارك الله سبحانه وتعالى في عمره ورزقه، ويكون برها سبباً في تفريج الهموم والكروب وانشراح الصدور والنجاة من كل مصيبة، والنجاح والتوفيق في كل الأمور، ويكسب أجراً يفوق أجر الكثير من العبادات. اذا لم يكن الانسان بارا بوالديه.يفقد كل هذا الاجر. وسيجزي الله الابرار بوالديهم.  وفي الآخرة ينالون منزلة عظيمة في الجنة، وكل هذا مدعاة لبرها في كل وقت وحين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك