مازن البعيجي ||
الأمر ليس بازارا تُعرض فيه البضائع وكل يقدم فوائدها ويحاول إقناع المستهلك وكسبه ليستربح منه مالا وفيرا، أبدا وعلى الإطلاق القضية الشرعية وعمق فلسفة وجود الأحكام والقرآن والرسل والرسول والمعصومين عليهم السلام والحوزات معقدة الدرس والتحصيل، بل هذا الكون الفسيح والمترامي الأطراف لابد له من قانون قد أسسه الخالق العظيم وبث نظامه والحفاظ عليه من خلال الكتب السماوية، وعلى يدي الأنبياء كما ورد من خلال النص والرواية، وهنا تفردت العقيدة الشيعية برؤية ثاقبة لإدارة الصراع أسسها المعصوم المنتفض على الباطل والظلم والطواغيت، ولعل سيرة كل معصوم سوف تجد جهة تقف ضده وتنصب له شراك المنع من تصدير ما يعتقده حق وواجب شرعي مرسل من أجله.
وهذا ما دفع إلى ثورات كثيرة ضد البغي والظلم والاستبداد، حتى بلغنا للثورة الإسلامية المباركة حيث وجدت العلاج الناجع والصحيح لقطع دابر الاستكبار وعين الظلم التي منها يأتي كل مخطط لضرب الإسلام المحمدي الأصيل، فقام ذلك الفكر الوقاد على يدي الخُميني العظيم خبير معالجة الاستكبار وأمريكا على وجه الخصوص، بنظرية وتفعيل الحكومة الإسلامية التي كانت خارج أسوار فكرة تصديها لقيادة العالم، بفكره وقيادته ونهجه الرباني كسر حاج الخوف ومضى يؤسس كما أراد ذلك القرآن والمعصوم، بتوكل معجز وثقة كانت أكثر اعجازا حتى أستطاع تمرير هذه الثورة بفكر لم يستطع الاستكبار مجتمع اليوم على زحزحته أو النيل منه. ولذا ولأجل أن لا يصبح العراق ذي الموقع الخطر إيران أخرى ودولة فقيه ثانية لها تمام الانسجام مع إيران بسبب العقيدة، سارعت دوائر الغرب بإبعاد منهج الخُميني عن أغلب شيعة العراق وقد اوقف مد البصيرة طوق النجاة، وفتحت الأرض في العراق والسماء أمام المخططات التي تعصف بنا كنتيجة لعدم فهمنا للمنهج الثوري منذ ٢٠٠٣م دون سيادة ودون رفاه ودون بنية تحتية ودون كل مقومات تليق بما يجلس عليه العراق من خزائن ذهبت بيد من يعادي هذا النهج ويرفع شعار أستئصاله ومحاربته!
قال الإمام الكاظم عليه السلام:
《 رجلٌ من أهل ( قم ) يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قومٌ قلوبهم كزبرُ الحديد، لاتُزلهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين 》 .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..