إياد الإمارة ||
وَالَّذِينَ (اتَّبَعُوهُمْ) بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ .. |*
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة التوبة الآية (١٠٠):《وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ (اتَّبَعُوهُمْ) بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ》
اذا الإتباع بإحسان مفهوم قرآني وليس بدعة ضالة ..
والتبعية مصطلح صدامي بعثي خبيث تحول إلى تهمة تطال أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام من آل النبي محمد (ص) الشيعة فتم إرهابهم بأبشع الأساليب التي كان منها:
١. زجهم في السجون وتعذيبهم والتنكيل بهم.
٢. إعدامهم بتفجيرهم أحياء، وإلقائهم في أحواض التيزاب، وتقطيع أوصالهم بالمناشير، ...
٣. تهجيرهم قسرا في ظروف قاسية جدا إلى إيران بمجرد أن استحوذ النظام البعثي الإرهابي على السلطة في العراق بداية سبعينيات القرن الماضي ..
عشرات العوائل البريئة تم تهجيرها بعد أن تم إعتقال أولادهم وإعدامهم بتهمة (التبعية) ..
أغلب هؤلاء لم تكن أصولهم إيرانية لكنهم من أتباع مدرسة أهل بين النبي (ص) ومن أنصار المرجعية الدينية في مدينة النجف الأشرف ومعارضي سلطة البعث الإرهابية الجائرة ألصقت بهم تهمة (التبعية) التي أشتقت تسميتها من قوله تعالى: 《اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ》، فأصبح كل من يتبع أهل البيت عليهم السلام ويعارض نظام البعث الإرهابي متهم بالتبعية!
هذا أصل الكلمة وسبب إستخدامها والجهة التي استخدمتها لذا علينا أن نكون غاية في الحذر ونحن نستخدمها كما علينا أن نكون غاية في الدقة ونحن نستخدم تعابير مناسبة خاصة تنسجم مع ثقافتنا وتقاليدنا الأصيلة.
علاقتنا بإيران الإسلامية علاقة تاريخية وطيدة تعود إلى أحقاب بعيدة لا أريد الخوض في تفاصيلها لكني سوف أركز في هذه العلاقة على نقطتين:
الأولى متعلقة بالمرجعية الدينية الشيعية ومفهوم التقليد الذي لا يشترط في المجتهد المتصدي للفتيا أن يكون عربيا أو إيرانيا أو من أي قومية كانت، الشيخ كاشف الغطاء كان عربيا والشيخ البهائي المدفون في مدينة مشهد المشرفة كان عربيا وأئمة كبار من الإحساء والقطيف والبحرين كانوا عربا لم يتوقف أي إيراني عن تقليدهم وتقديرهم لأنهم كانوا عربا كما لم نتوقف نحن عن تقليد وتقدير السيد اليزدي صاحب كتاب العروة والسيد أبو الحسن الأصفهاني والإمامين السيستاني والخامنئي دام ظلهما الوارف لأنهم من إيران ..
آمن بالنبي محمد (ص) كل الناس من العرب والأعاجم الذين لا ينطقون بالضاد من الإيرانيين والأتراك والهنود وغيرهم وأصبحوا علماء وفقهاء في مختلف المذاهب الإسلامية سنة وشيعة، فمن هو البخاري والكيلاني وغيرهما الكثير؟
فلماذا لا يقال عن بخاري الفقه أو كيلاني الطريقة أنه تبعي؟
اما الثانية متعلقة بثورة العشرين التي تأسست بعدها أول حكومة عراقية وطنية ما كانت لتنطلق لولا فتوى مرجع (إيراني) هو سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله عليه، كما أن فتوى الجهاد الكفائي التي حمت العراق والعراقيين صدرت من مرجع إيراني هو الإمام السيستاني دام ظله الوارف.
مواقف الثورة الإسلاميّة في إيران من العراق والعراقيين مواقف مشرفة نابعة من قيم الثورة الإسلاميّة الأصيلة فقد كان إمام الثورة ومؤسسها الخميني العظيم رضوان الله عليه ينصف العراقيين ويتحدث عن مظلوميتهم ويفرق بين الشعب العراقي وبين النظام البعثي الصدامي الإرهابي ومد يد العون للعراقيين المهاجرين الذين اضطرتهم معارضتهم للنظام المقبور إلى الهجرة خارج العراق ..
وكذلك هو قائد الثورة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في مساعدة العراقيين ودعمهم خصوصا في إرساء أسس الدولة العراقية الجديدة ومواجهة تحديات الإرهاب الخطيرة التي تعرض لها العراق منذ العام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا.
في حين كانت مواقف أمريكا والسعودية والإمارات والأردن ودول معادية أخرى مواقف أقل ما يقال فيها انها مواقف قذرة وجبانة وخسيسة نكلت بالعراقيين منذ ما قبل عام التغيير وإلى يومنا هذا، ساندوا الطاغية صدام ونظامه القمعي الإرهابي ضد الشعب العراقي ولم يرحبوا بالتغيير ودعموا ويدعموا كل الإرهاب وسجوننا تغص بالإرهابيين العرب ..
لذا نحن نقدر لإيران الإسلامية وثورتها المباركة كل مواقفها النبيلة في الوقت الذي نشجب فيه وندين مواقف أمريكا ودول العدوان الخليجية التي لا تريد لنا الخير على الإطلاق.
لا أحد يزاود على وطنيتنا وإنتمائنا للعراق على الإطلاق