مازن البعيجي||
محمد باقر الصدر أعظم شاهد على الثورة الإسلامية المباركة التي بزغ نورها عام ١٩٧٩م بقيادة النائب بالوصف روح الله الخُميني العظيم، بعد أن مرت أمة الشيعة ومحبي أهل البيت "عليهم السلام" منذ السقيفة إلى يومنا هذا، مرت بمحن، ومصائب، وانكسارات، وتشريد، وقتل، وتنكيل، وخيانة وملأت أجسادهم الطاهرة رجال ونساء السجون، وقصة تاريخ الشيعة غير خافية على ذي لب ومنصف.
حتى جاء من يضع حدا للمعاناة، والقهر، والبؤوس، رجل من قم تتحكم به قناعته العلمية، ويقينه المرتبط والمتوكل على الخالق العظيم الذي منح الخُميني كل وجوده له، بل كان ذات وثوقه بالإسلام المحمدي الأصيل الحسيني معجزة لم يسبقه إليها أحد إلا الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام"، وقد وفر الخالق "سبحانه وتعالى" لهذا الأمر فقهاء وعلماء وجند، استقتلوا في سبيل الحفاظ عليها وهي البذرة الصغيرة والتي توجهت نحوها كل أشكال الحرب والحصار والتسقيط الإعلامي ووسائل لم تكن شريفة ولا منصفة وقتها. إلا الفيلسوف والعالم والعبقري والذي كان وجوده في فلك الحوزات العلمية هو ترجمان واقعي للجندي المنتظر إلى تحقيق واقع الحكومة الإسلامية التي عرفها من خلال أبحاثه والقرآن وما شمه من روايات المعصومين "عليهم السلام"، فقدّم روحه وما ملك وأخته المصونة، ليبرهن على نبذ الذات المترجم واقعا لا قشور مستهلكة تتفرج على الإسلام وهو تنحره المخططات والمؤامرات والخيانة والتطبيع. فكان شاهد بوعي وبصيرة وإدراك وقناعة طفق بكل وجوديه يحكيها ويصدح بها بألوان من التعابير والإشارات حتى قال متون من الكلام الذي كان أوضح خرائط السائرين والتابعين لتلك الثورة المشتق نورها من ثورة أبي الأحرار الحسين "عليه السلام"، "الخُميني حقق حلم الأنبياء" "ذوبوا في الخميني كما ذاب في الإسلام" وغيرها من دروس القناعة الخالدة التي كان حبرها الذهب المصفى والمقاوم لكل أشكال غبار المواقف والتشويش!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..