المقالات

سياسة الالهاء وخلق الأزمات اقصر الطرق للتحكم بالشعوب.

2012 2022-04-15

د. علي الطويل ||   لاتكاد تنتهي أزمة في العراق الا برزت واحدة أخرى اكبر منها او تساويها، فمن أزمة ارتفاع سعر الدولار الى أزمة تشكيل الحكومة، ومن أزمة التهجم على الرموز الشيعية إلى أزمة ارتفاع الأسعار في الأسواق ، ومن  أزمة الصرخية  والاعلان عن عقيدتهم المنحرفة الى أزمة الوقود ، إن توالي الأزمات بهذا الشكل يجعل المتابع لايرى فيها الا انها مصنوعة ومبتكره لغايات وأهداف تصب في صالح من يقف وراءها، فقد أصبح العراقيون  خبراء وينظرون ماوراء الستار، ولاتنطلي عليهم خدع الحكومات او الساسة، وهذا ناتج من خبرة ال35 سنة من صناعة الأزمات، ثم تلتها سنوات مابعد نظام صدام لتجعلهم خبراء بمكر الحكام.   وسياسة الالهاء تستخدمها الحكومات، عبر خلق أزمات حادة لصرف نظر الأفراد عن المشكلات الأساسية التي يراد تمريرها ثم تتبعها عملية  قطف ثمار هذه السياسة  وتكون مكملة للخطوة الأولى وتسمى اقتراح الحلول، وبالتالي فإن من قام بصناعة الأزمة يصبح بطلا لدى الرأي العام. ويبقى الشعب  يعيش بأمل (غدا سيكون افضل). إذن فلا بد لتغطية ازمة معينة  من خلق أزمة اكبر منها بحيث تهون الأولى وتصبح  في طي النسيان، ويرضى الرأي العام، وخاصة عندما لايملك وعيا لحجمها وتأثيرها هي أو الازمة الاخرى الأكبر منها.  فالتحكم بالحشود أصبح علما مستقلا بذاته، ويدرس في المعاهد العلمية، والالهاء أصبح مهارة ودهاء تستخدمها اليد التي لها اليد الطولى في الإعلام، ومن يملك الجيوش الإلكترونية يكون سيدا في تحويل انتباه الرأي العام نحو الأزمات التي يظهرها للسطح ليخفي في اعماقها مصالح وأهداف ذات ابعاد أخطر، و لايستطيع ان يفكك هذا المكر الا من يغوص في اعماقها، وينظر لما وراء الأزمات ومن ينفخ فيها، ليستنتج الأهداف والمرامي التي خلفها. لذلك ومن هذا المنطلق ان أزمات العراق ستتوالى ولا احد يستطيع التكهن بنهايتها، مادام هناك من يعتاش على آثارها ويقطف ثمارها. 14/4/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك