المقالات

مـن الإلف الى اليـاء الحلقة الثالثة عشر ( الشُكـر )


 

( .....   لئِن شكرتم لإزيدنّكم .....)   سورة برهيم لاية 7 

الشكر هو عرفان الإحسان وتقدير النعمة ومنعمها ، وإظهار هذا التقدير باللسان إعترافا ً  وفي القلب خضوعا ً وفي العمل طاعةً  لذلك المنعم  ، وبهذا  يؤدي الانسان مراتب الشُكر  من إعتراف لساني وخضوع قلبي  ثم الطاعة الفعلية تجاه المنعم ،  فهل يصل بذلك الى منتهى الشُكر ؟

إن الشكر هو إداء حق لمنعم خصنا بنعمة فإن كانت تلك النعمة معلومة ومحدودة كان استيفاء اركان الشُكر من  معرفة النعمة وصاحبها كافياً  لبلوغ منتهى الشُكر ، ولكن حينما تكون حدود النعمة  لاتُحصى  كنعم الله عز وجل ّ ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) سيعجز الإنسان عن النهوض بحق الشكر،  وما أدق وصف الشُكر الوارد عن سيد الساجدين عليه السلام في مناجاة الشاكرين ( فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري اياك يفتقر الى شكر !!) . 

إن اصل كل نعمة مرجعها لله تبارك وتعالى وبذلك ينضوي أي شكر لمخلوق على نعمة خصنا بها  له عز ّ وجل ّ  وهذا ما يجب أن يُدرك فالمُنعم واحد ، وان جرت الانعام على يد مخلوقاته فبإذنه و إن مصب الشكر لله  وقد ورد عن الامام الصادق (من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل ) . 

إن مردود الشكر يرجع الى الشاكر نفسه فالله عز وجل غني عن شكرنا وامتنانا ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه )  فالشاكر ذاكر والذاكر مستحضر لوجود الله عز وجل  ومستحضر لوجوب طاعته وعبادته فثمرة شكره ذكره وتواضعه لله  ، إن تنوع النعم نعمة بحد ذاتها !! فالنعم تشكل دافع ومحركا ً على طريق العبودية لان الانسان مفطور على السؤال عن صاحبها  وبمعرفة المحسن يتحقق الشكر .

لقد ورد وصف الله تعالى لنفسه  في القران الكريم بانه شاكر عليم  فهل كان هذا الوصف مجازيا ً ؟ 

لقد عرفنا الشكر بانه عرفان الاحسان ( وهل جزاء الاحسان الا الاحسان) ، فالله تبارك وتعالى يرد الاحسان احسانا ً وبذلك يرد الشكر شكرا ً باغداق الخيرات  على عباده  ( اولئك كان سعيهم مشكورا ً ) فكان هذا الوصف حقيقاً لا مجازيا ً كما اشار لذلك العلامة الطباطبائي في تفسيره .

التصريح القراني من ان ( قليل من عبادي الشكور ) تصريح موجع فكيف يتسم الشكر بالقلة في قبال ان النعم لاتحصى  اليس ادراك النعم  تقود الى الشكر وهي احد اركانها؟ ، نعم هي احد اركانها ولكن أن لم يُدرك المنعم يكون قد نُقض ركن مهم من اركان الشكر   وقد ورد عن الامام الحسن ع مايكاد يفطر القلب الما ً

( ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم ) 

فنعمة البصر في أي مورد نستخدمها ؟ ونعمة النطق ونعمة الصحة وكمال البدن  والعلم  ونعمة الحياة ؟  وو...... ناهيك عن تاج النعم وهي ولاية ال محمد عليهم السلام  والتي سنُسأل عنها يوم القيامة .

(اليوم اكملت لكم دينك واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) 

ففي قبال النعمة التامة  الا يحق ان يتم الشكر باقصى مايمكن ؟      

          13 /شهر رمضان /1443هــــ   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك