المقالات

الأغلبية..تفسيرات وتطبيقات

1194 2022-04-17

 واثق الجابري ||    عُرِضَ مفهوم حكومة الأغلبية في أكثر من مرة، وكما يبدو أنها التطبيق الفعلي للديمقراطية، في عراق يحكم منذ العام 2003م بالتوافقية، لكنها كما يصرح أو يظن كثير من القوى أنها سبب  الخلل الحكومي، في حين  لم يبتعد كثير من القوى عن التنازل عن حصتها الفردية.  كل التقديرات تَتّهم التوافقية، ومن يتهمها شريك في الوقت نفسه في سلطاتها في السنوات الماضية، وكأنه فاقد لشيء لا يعطيه حقه ولم ينصفه في وقت سابق، ومعظم القوى السياسية لم تفهم لحد الآن أن الأغلبية هي اغلبية تمثيلية، لأن الشعب مصدر للسلطات، ودستور العراق حافظ على توازن تمثيل المكونات، من أجل خلق بيئة سياسية مستقرة، ولم يتجاوز هواجس ومخاوف وتقسيمات زادها القانون الإنتخابي، الذي قسَّم العراق الى دوائر مناطقية معظمها على أساسٍ مكوناتيّ.  الأحزاب التي تريد تشكيل الأغلبية، هي نفسها من تتصدر المشهد طيلة السنوات السابقة، سواء كان بالممارسة المباشرة، أو  التأثير على القرار السياسي والتنفيذي، بل لم تتورع تلك الأحزاب باستخدام الجماهير، للحصول على مكاسب سياسية، ومارست دور الضحية، لتوجه الرأي العام ،وإنها غير مسؤولة عن كل ما حدث، وحصل المواطن على أكبر قدر من التراجع الاقتصادي والخدمي، في حين هي تنتفع وتنتفخ جيوب قادتها.  مفهوم الأغلبية في قراءات مختلفة، عرضت كل في زمانها ومكانها، ومنها ما يناسب القوى التي تعرضها، فقدم السيد المالكي أغلبية عددية بعد فوزه بانتخابات 2010م، وحصوله في وقتها على ما يقارب 100 مقعد، وبذلك يحتاج الى أقل من أعداد مقاعده لنيل الأغلبية، بينما طرح السيد الحكيم الأغلبية الوطنية قبل الانتخابات، والتي تشترط نقساماً طولياً بقائمتين، وفي كل قائمة كل المكونات، وبعد النتائج تكون القائمة الفائزة هي من تتولّى زمام الحكومة، والخاسرة تذهب للمعارضة، وبذلك تضمن للمكونات تمثيلاً متوازناً وحكومةً وبرنامجَ جاهزة وبدراية الجمهور، أما الأغلبية الوطنية التي دعا إليها السيد الصدر، فتتمثل بالقوائم الفائزة  وبتحالف ثلاثي، وبغض النظر عن التمثيل المكوناتي، وباعتقاد أن المحاصصة والمكونات هي من أثرت سلباً على سير العملية السياسية. إن الأغلبية لا يمكن تطبيقها، في ظل الإفراط التعددي، الذي يحتاج تحالفات ومن الصعب أن تحافظ على توازن المكونات، وحتى القوى التي عرضتها، لا تؤمن بها قبل الانتخابات، وحديثها جاء نتيجة امتلاكها مقاعد تؤهلها  لتنظيم اصطفاف بقية القوى السياسية خلفها، ولو كانت جادة لسعت قبل الانتخابات الى تحالفات تقسم المشهد السياسي الى نصفين، وتقبل فيه الخسارة كما هو الفوز، إلاّ أن مراهناتها، هي باختلاف جذري عن مصدرية الشعب للسلطات، الذي أصبح ليس لديه القدرة على القبول أو الاعتراض على التحالفات بعد الانتخابات، وجل هذه التحالفات هي اتفاقات مرحلية لتشكيل الحكومة، وتقاسم أضيق وحكم أقلية تمثيل،  لا يُستبعد أو تستخدم فيه كل الوسائل السلطوية من أجل تثبيت الحكم.   من يريد أن تكون الأغلبية ناجحة فلابد من توفر شروط، أهمها أنها تمثل أكبر عدد من الشعب، وإلاّ أصبح حكم أقلية، وخللاً بتمثيل المكونات، لأن العراق مقسم إدارياً وانتخابياً واجتماعياً على أساس المكونات، والشيعة مثلاً يشكلون كل أو أغلبية أكثر من 9 محافظات أي أكثر من نصف مساحة وتعداد سكان العراق، لا يمكن أن يكونوا ثلثاً في التمثيل، وبتفسير صحيح للأغلبية أنها تمثل  أغلبية الشعب، أما التطبيق في ظل عزوف أكثر من 60% من الشعب، والقانون الانتخابي أحرق 5 ملايين صوت وكل الفائزين أصواتهم لا تتجاوز 4 ملايين، أي أن كل البرلمان سوف لا يمثل أكثر من 10% من إرادة الشارع العراقي، وبذلك سيكون 90% من الشارع معارضاً للحكومة، فكيف إذا أُلحق هذا الرقم  بما يقارب 40% من البرلمان، وبذلك فالحكومة ليست بأغلبية وأن حكم أغلبية النواب، والتفسيرات غير صحيح مع عدم أمكانية التطبيقات، وهكذا حكومة لن تصمد كثيراً، إلاّ إذا واجهت إعتراض الشعب بالقمع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك