حازم أحمد فضالة ||
أردوغان الحالم العجوز، بدأ يغرق في موجة أحلام مركبة متداخلة، ربما على غرار فيلم (Inception - 2010) إبداع الكاتب والمُخرج (Christopher Nolan)! فهو يتقلب في دوامة أحلامه في سورية، وليبيا، والعراق، وأذربيجان، ورحاله التي حطّها في قطر حالمًا بطريق تجاري - اقتصادي منها إلى جنوب شرق آسيا، حيث التجارة العالمية… لماذا لا يُؤدَّب أردوغان في منطقتنا؟
أردوغان يتباهى بمُسيَّراته (بيرقدار - TB2)، ويزجّها في كل معاركه تقريبًا، لكنه خسر منها (70) مُسيَّرة للرصد والتصوير وحمل الصواريخ، في عام واحد بحربه في المدن الليبية: طرابلس، مصراته، ترهونة، الجفرة… ، أما في تجربته لاختراق السماء الإيرانية في حرب أذربيجان - أرمينيا (ناغورنو كاراباخ 2020)؛ فإنَّ منظومة الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت بيرقدار أردوغان وأردتها شظًى فورًا! وفي توريده هذه المُسيَّرات إلى أوكرانيا في حرب 2022؛ فالمعلومات (غير المؤكدة) تشير إلى أنَّ روسيا دمرت (36) مُسيَّرة (بيرقدار - TB2) من أصل (50)، وربما الآن سحقتها روسيا كلها.
أردوغان مخلب النيتو في جنوب غرب آسيا، صعَّدَ من عداوته للعراق بعد عداوته لسورية، وهو ضمن محور التطبيع لإسرائيل، وابتزاز العراق ومحور المقاومة، وما دام أردوغان يحلم بتجارة عالمية تنطلق من (دولة قطر)، وعنده فيها (قاعدتان عسكريتان)؛ فلماذا لا يُؤدَّب في قطر الداعمة للإرهاب الأردوغاني، أو تكبح قطر جماحَ عجلاته!، وتوريط قطر في ملفه سيكون فكرةً خلَّاقة.
لماذا لا يُحرم من مشاريع خطوط التجارة العالمية نحو جنوب شرق آسيا! ألم تُؤدَّب السعودية (المملكة) التي تزن في العالم عشرة أضعاف أردوغان! ألم تُؤدَّب الإمارات بالمُسيَّرات والباليستي! أردوغان لديه قاعدة عسكرية متقدمة في قطر ضمن قاعدة (طارق بن زياد)، ويريد تأسيس قاعدة ثانية لتضم آلاف الجنود الأتراك، ومِن هنا فالضربة التي توجَّه إلى هذه القاعدة ضربة تتمتع في مستويات عدة نحو: العسكري، الاقتصادي، التجاري، وتكون ضربة يخسر بها أردوغان جيوسياسيًّا، ويعلم أنه إن فتح الحرب على الشمال (العراق)؛ فإنها ستُفتَح عليه في أقصى الجنوب (قطر) حيث قاعدته العثمانية المتقدمة، لتأكلها مُسيَّرات يتجاوز جيلها جيل بيرقدار قدرات وتطورًا، إما ذلك! وإما أردوغان عزم على تعقيد الملف العراقي، بدءًا بمعركة شمالي العراق، وصولًا إلى خلق حالة العبث والتدهور نهاية شهر رمضان وما بعده، وكل ذلك يتزامن مع موجة جديدة تنفذها (داعش)!
ــــــــ
https://telegram.me/buratha