هشام عبد القادر ||
من وحي القلوب والخواطر التي نبحث عن آثارها السعي في الوجود للكشف عن كنوز الدنيا ومخطوطات الرسالات السماوية فالرسالات السماوية عبارة عن زيت المصابيح المشتعلة يحترق هذا الزيت العلم الصافي من أثر النور ..ومدد الروح التي تهب رياحها على النور فقد خلع موسى عليه السلام نعلي الهواء ودخل الوادي المقدس القلب الذي التمس النور لعله يرى ما في خواطر قلبه من الهدى ..وكذالك سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى ملكوت السموات والأرض ليطمئن قلبه...والقلب هو حقيقة البصيرة والتدبر وهو العقل والسمع والبصر ...نسعى ..من خلاله بالبحث عن الحقائق ..ينشرح القلب دائما بالرضا عند التسامح. بين المؤمنين بالرحمة والعطف تجد القلب ينبسطـ وينشرح فهذا القلب المنشرح ونجد القلب السليم عندما يكشف الحقيقة ويبدي علم صافي خالي من الشوائب ..
ويطمئن القلب عندما يحقق النجاح والغاية والفوز. .
فاعظم ما نجد تحقيق الكمالات عندما ترى القلب العظيم الإنسان الكامل سيد الوجود واهل بيته عليهم السلام عندما تنال منهم البشرى بالدنيا والأخرة والشفاعة فهذه البشرى نلت الوعد المحتوم القضاء الذي لا يرد ..فنحن الان في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فكلمة شهر تعني إن القرآن في شهر كامل مبارك. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وايضا ليلة مباركة تنزل فيه الملائكة والروح..وكل الآيات تترجم بمعانيها مع بعضها كل آية تفسر آية فلا يوجد عطاء بالقرآن اعظم من هذا العطاء ليلة القدر خير من الف شهر ولو بحثنا على الجائزة العظمى والعطاء العظيم سنجدها ولسوف يعطيك ربك فترضى ..نجد العطاء إنا أعطيناك الكوثر إذا هي ليلة القدر التي اعطاها الله ونزلت في قلب رسول الله أم الكتاب الفاتحة لكل خير والخاتمة لكل نعمة والشافعة النافعة والوسيلة ..
فعلينا ترجمة العطاء الرباني في ليلة القدر المباركة إنها الروح الفاطمية التي تفطم محبيها من النار
فهذا النزول هو للقلب ...لا شئ في الأرض اعظم من بيت الله ولا اعظم شئ غير القلب فهو البيت الذي يتنزل عليه الروح والملائكة ..والقرآن نزل من طور العقل للقلب. فهو حقيقة سكن الرسالات السماوية.....
يا ليتنا ممن عرف مقام نفسه فمن عرف نفسه عرف ربه ..اين المعرفة تحل إنها في القلب وأين جبل المعرفة في القلب ..عندما نشاهد الملك لله في. قلوبنا لا يحل أحد غيره ...إلا أهل ملكوته من أصطفاهم لنفسه ..يا رب كيف نستطيع توحيد الحواس ونجمع بين الحس العقلي والحضور القلبي. إلا إذا عرفنا مقام هو الله أحد ..نناديك بسر الأحدية التي ليست هيئة عددية وإنما ملك الأحدية السرمدية ...التي هي خاصة لك ..وحدك لا شريك لك...
فقد جعلت أم الكتاب هي الجامعة لكل كنوز الرسالات السماوية وجعلت الهاء الهداية للصراط المستقيم هي الهوية للفاتحة فبها نهوى إليهم أفئدة من الناس تهوى إليهم فهذه الأفئدة هي القلوب العاشقة الوالهة بالمحبة تحترق مصابيحها بالشوق إليهم فسر الوجود الذي في القلب هي الفاتحة الفاطمة ..التي هي مفاتيح القلوب أم على قلوب أقفالها فلا تدبر ولا مفاتيح إلا بمفاتيح التدبر بالوسيلة فهذه الوسيلة هي مفاتيح للغيب فأجعل غيب قلوبنا حاضرة شاهدة تشهد بعين البصيرة لخيمة الولاية الجامعة تحت الكساء اليماني ..الكساء الذي هو جوهر الوجود ولو لا هم ما خلق الوجود ...فلا تحرمنا من بركة الشفاعة والرضاء الفاطمي الذي يفطمنا من النار ..فهي الجامعة للنبوة والإمامة جامعة للولاية والرسالة..
فاقسم عليك ربنا بحق ليالي عشر
والشفع والوتر. إلا ما شفعة لنا قلب أحتوى الوجود ليقبلنا نكون من المحبين لآهل الكساء عليهم السلام عينهم إلينا بالقبول والرضاء والشفاعة
والحمد لله رب العالمين