المقالات

من الألف الى الياء الحلقة الرابعة والعشرون ( المروءة )


( إنّ الله يأمر بالعدل والإحسانِ وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )  سورة النحل الاية 90

المروءة هي اداب نفسانية تحمل مراعتها على الوقوف عند محاسن الاخلاق وجميل العادات ، وبتعبير آخر هي حالة انسانية  تتمثل في الصفات الاساسية التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان بما هو إنسان من امارات الخير وصفات الكمال ، وقد أختص مفهوم المروءة  بإتساع افقه ، فلم يصادفني مفهوم اخر له هذا الكم من التعاريف اللغوية والاصطلاحية وله هذا الكم من الاحاديث التي نُقلت عن لسان الائمة عليهم السلام وبطريقة منوعة اذ  لا يتشابه الوصف من حيث الظاهر .

 فعندما سُئل  الامام علي عليه السلام   ما المروءة  ؟ اجاب في مواضع مختلفة بأنها  ( اجتناب الدنية )  ، ( انجاز الوعد )  ( القناعة والتجمل ) ( أن ينصت الاخ لاخيه اذا حدثه )  كما انه عليه السلام مر ذات يوم على مجموعة فقال لهم فيم انتم ؟ قالوا نتذاكر المروءة  ، فقال أو ما كفاكم الله في كتابه  ، فسألوه في أي موضع فتلى ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ............).

  فالمروءة هي اسم جامع لسائر الفضائل والمحاسن ولهذا السبب تعددت الاحاديث والتقطت كل منها  زاوية من المروءة لبيانها ، فباقة الفضائل قُدمت بإسم المروءة  والتي أُشتق اسمها من المرء لارتباطها الوثيق بالإنسان ،  ولم يقتصر مفهومها الى التحلي بالفضائل بل امتدت لبُعد اقتصادي واجتماعي فعن الامام الحسن المروءة ( شح الرجل على دينه وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق ) . فالقيام بالحقوق المترتبة على الانسان واستصلاح ماله واستثماره في موارد النفع كلها تصب في نهر المروءة .

تخلي الانسان عن مروءته هو تخلي عن انسانيته  وعن دينه فعن الامام الكاظم ع ( لادين لمن لا مروءة له ) وقد  نقل التاريخ ان معاوية  سأل عمر بن العاص عليهما لعنة الله  ما الذ الاشياء ؟ فقال : اسقاط المروءة  ... وهو بهذا الجواب يريد ان يُبين انه في حال سقوط المروءة عن الرجل يصبح كل شيء ممكناً ويكون اداة طيعة لامثالهما. 

في حياتنا المعاصرة خُدشت الانسانية مراراً وتكرارً وتعثرت المروءة بين الاجيال حتى اصبحت الان محدودة الافق  وكيف لا وقد شحت الفضائل المفردة فكيف لا نتوقع شحة محتوى  الاناء الذي يحويها مجتمعة ! 

إن ما يخشى عليهم حقا ً هم فئة الشباب من الرجال الذين  جعل الله المروءة  زينة لهم  ( فجمال الرجل مروءته )  فإن سقطت عنه في باكورة شبابه خسر دينه وخسر المجتمع قائدا ً لاسرة !! 

فأين  شباب اليوم من مفهوم المروءة ، أين مروءته وهو يتراقص ويتمايل ويضع المساحيق وينافس النساء في مجالات التجمل ، لاعجب ان كثُرت حالات الطلاق في ظل غياب مروءة نسبة لا يُستهان بها من الرجال 

اذا المرء اعيته المروءة ناشئا ً      فمطلبها كهلاً عليه شديد             

              24 شهر رمضان  1443هــ 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك