المقالات

من الألف الى الياء الحلقة السابعة والعشرون ( الوفاء بالعهد )


(........   واوفوا بالعهد ِ إنّ العهدَ كان مسؤولاً ) سورة الاسراء الاية 34

العهد  هو اتفاق مبرم بين طرفين له افق زمني قد يطول أو يقصر وله الية تتحقق بوجود طرفين ومادة للإتفاق تقر شفهيا ً أو كتبيا ً ، وبانتهاء مرحلة الإقرار هذه  ينتقل العهد الى ساحة التطبيق وهناك تتلقفه التغيرات التي يرسمها الزمن على ملامح الاطراف وتفرضها  معطيات جديدة ، وهنا يظهر مفهوم الوفاء ساندا ً لمفهوم العهد 

فلوفاء بالعهد هو الثبات على تلك الاتفاقات المبرمة  والحرص على تفيذ بنودها بغض النظر عن اي تغيير ممكن أن يطرأ ، والقيمة للمفهومين تكمن في أن العهد  نواة  لنظام  حياة الإنسان والمحور التي تدور عليه رحى الحقوق والواجبات  أما الوفاء بالعهد  فهو صمام امان حفظها من أي نكث اوغدر وهي الفضلية التي أكد عليها القران الكريم والائمة عليهم السلام في احاديثهم فعن الامام علي ع ( الوفاء تؤأم الصدق ) .

إن الوفاء بالعهد فضيلة تنبع من إناء الفضائل ( المروءة ) ، أي انها تنبع من الفطرة الإنسانية قبل أن تكون خُلقاً يحث عليه دين الإسلام وعليه لابد أن يُحافظ على طهارة هذه الفطرة في قلوب الاطفال وأن يخضع لتجارب تعزز وفاءه بالعهد  قبل مرحلة التكليف  وهذا الواجب ملقى على عاتق الابوين حيث يبرمان معه عهودا ً صغيرة  تلائم مستوى ادراكه  ليلمس ثمار التمسك  بهذه الفضيلة من حب واحترام وتقدير من المقابل وكذلك حفظ  التكافل الاجتماعي  وإن كان بمستوى اسري ، كما انه يلمس اثار النكث  إن حصل والامور التي قد تترتب على ذلك وبذلك يكون مهيىء لابرام اهم اتفاقات حياته .

عند عتبة التكليف ، يقبل الإنسان بدين الله ويعاهد ربه على تنفيذ بنود العقد وتبقى سلامة هذا الاتفاق مرهونة  بالتمسك بفضيلة الوفاء وان اثرها راجع لذات الإنسان فحاشا لله أن يضره نكث ناكث  ،  إنّ وفاء الإنسان في عهده مع ربه يكون مقدمة مريحة وسلسة  لوفاءه في دائرة الحياة الإجتماعية  فالإلتزام وتحمل المسؤولية أمام الله تعالى  بطبيعة الحال اصعب لكونه اتفاق مبرم على مدار العمر والعهد لخالق مطلق  لا يغفل ولا يسهو.

إن كل أنة  تأنها الامة  هي نتاج نكثها  لعهدها مع الله ورسوله في موضوع الإمامة ، نعم لقد اقرت الامة  لفظا ً وعاهدت  بل انها استبقت بالتهنئة و (بخ بخ ت !  ) لكنها وقت العمل  قد نكثت ولم تمهل رسولها ان يهال عليه تراب الارض !!!!   ، نكثت الامة عهدها السماوي والارضي فباتت هائمة تائهة  مورثة  الجيل الجديد اثار ذلك الفعل الشنيع .

إمامنا غائب نبكيه وننتظره ونطلق في سماء غيبته كل صباح  اسراب العهود ولكن هل سنوفق للوفاء بها  ؟!! لابد لنا  من ان نستغل وقت الغيبة في التدريب على هذه الفضيلة لتكون ملكة ذائبة في نفوسنا علنا نوفي لبقية رسول الله  ، الرسول الذي ذاق واهل بيته الامرين من غدر شرار الامة .

شقشقة  / باتت مؤسساتنا التربوية معابد للاصنام ، تنتج ثماثيل الأنا وتعطل العقول بالحفظ دون الفهم ولو كانت المؤسسات اراض تزرع فيها بذور الفضائل لانطلق العقل في افاق التفكر وانتج ما يُحمد عقباه .

                                                                                         27 – شهر رمضان - 1443

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك