المقالات

من الألف الى الياء الحلقة الثامنة والعشرون والاخيرة ( اليُسر )


( فإنّ مع العُسر يسرًا .. إنّ مع العـُسر يسرًا ) الاية 5 سورة الانشراح 

العُسر واليُسر من السنن الالهية الحتمية  التي يمرّ بها الانسان اثناء مسيرة حياته ، فسنة الابتلاء من السننّ المطلقة  التي اوجدها الله تعالى لايقاظ  العبد من الغفلة التي يقع في بئرها مراراً وتكراراً و لتذكيره بالمنعم المتفضل عليه  لعله يرجع الى الطريق المستقيم .

حين تلاطم العبد امواج العُسر يلوح له طوق نجاة بإسم اليُسر يكون له بمثابة الامل والحافز للخروج من امواج  العُسر تلك عن طريق المثابرة والتجذيف نحو الهدف ، وبطبيعة الحال لن يُرمى الطوق الا بعد السقوط في الموج اي ان اليُسر يأتي بعد العُسر ولكن من لطيف وصف القران الكريم أن جعل العُسر بمعية اليُسر ( إن مع العُسر يسرا ) على الرغم انه يسبقه بخطوة وذلك لبيان مدى تلازم السُنتين  ولكي لايستغرق العبد في ابتلاءه  ويركن الى اليأس  مازال انه يُدرك انه متلازم مع فرج و يُسر وبفاصلة زمنية لايعلمها الا الله   .

كما تبين إنّ اليُسر يشترك مع العُسر في كونه سنّة الهية غير ان العُسر سنّة مطلقة  لادخل لإختيار الإنسان فيها بينما اليُسر هي سنّة الهية مشروطة  ولإرادة الانسان اثر عليها كما في سنة التغيير  ، فمن الضروري أن يعي الإنسان أن اليُسر من الله تعالى واستدراره يكون بعطاء  الإنسان وتقواه  ( من اعطى واتقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى ) ( ومن يتق اله يجعل له من امره يُسرى ) .   

كما ارتبط مفهوم اليُسر ايضا بانشراح الصدر فلقد أُستهلت سورة الانشراح  ب ( ألم نشرح لك صدرك ) كمقدمة  لاستقبال العُسر ، فالصدر هو الإناء الذي سيصب فيه ذلك الابتلاء فإن ضاق امتلئت جوانبه بالعُسر وقلت الحلول  وإن اتسع كان للعُسر فيه  ساحة جزئية لاكلية وعلى اثرها يستطيع التعامل معه على نحو أيسر.

لقد طلب نبي الله  موسى عليه السلام  من الله تعالى  انشراح الصدر وتيسير الامر ( رب اشرح لي صدري ويسر لي امري ) حينما امره الله تعالى  بالذهاب الى فرعون ودعوته الى طريق الحق ولقد كانت مهمة في غاية الصعوبة والعُسر ليس فقط على مستوى طغيان فرعون بل للظروف الخاصة  التي على اثرها ترك  نبي الله موسى مصر .

لقد قدّم النبي موسى ع  في طلبه  (انشراح الصدر) قبل ( تيسير الامر) وبذلك يكون قد طلب مضاعفة قدرته على التحمل قبل أن يطلب  تخفيف الحمل  ، فإتساع الصدر لمثل هذا الابتلاء امر مهم لخلق مساحة للتعامل والحركة في ساحة الابتلاء حتى يُفتح باب اليُسر ويستقبل حلول للعقبات التي ترافق الأبتلاء .

    اللهم يسر لي ما اخاف تعسيره ، فإنّ تيسير ما اخاف تعسيره عليك سهل يسير ، ويسر لي ما اخاف حزونته ونفس عني ما اخاف ضيقه ، وكف عني ما اخاف همه ، واصرف عني ما اخاف بليته يا ارحم الراحمين .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين 

28 / شهر رمضان / 1443هــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك