إياد الإمارة ||
التقسيمات السياسية العراقية الجديدة التي إعتمدت المذهبية والعرقية -غير المنصفة- لم تترك مجالاً لتأسيس ما يمكن تسميته بحكومة "اغلبية" لا الآن ولا في المستقبل ما لم نتمكن من تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي يعتقد ويعتمد المواطنة ويسعى لترسيخها في بلد لم يتمكن "مواطنوه" منذ تأسيسه عام (١٩٢١) من بلورة مفاهيمها بالشكل الصحيح..
"الأغلبية" لا يمكن ان تنحصر بين أقواس ضيقة تخنق حقوق الآخرين "الأغلبية" لكي تصب في مصلحة جماعات محدودة هي بالتالي لا تمثل بقية المكونات الأخرى!
وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال تأسيس حكومة أغلبية في العراق.
الواقع العراقي يشير إلى هذه الحقيقة بوضوح وهو يرتب أوراق "توافقية" علنية وصريحة في داخل المكونات الأخرى وفي ما بينها لعزل مجموعة سياسية من المكون الأكبر بعينها عن المشهد الحكومي لعلها تشكل الثقل الأكبر مجتمعة داخل المكون الأكبر..
لماذا هذا الحديث عن أغلبية تأسست بشكل توافقي بين أطراف محددة توافقوا على عزل طرف سياسي محدد لم يسعَ يوماً لعزل أي طرف من الأطراف التي تسعى لعزله الآن؟
تجربتنا السياسية ليس لها أن تمضي بالطريقة الصحيحة إلا بتجاوز محاولات إقصاء أي طرف من الأطراف تحت أي ظرف من الظروف لأن ذلك لن يحقق عملية سياسية يمكنها النهوض بالبلد إلى مستوى أفضل.
تجربتنا السياسية تحتاج إلى مصارحة حقيقية ومصالحة حقيقية تؤمن الإستقرار وتوفر مناخ العمل الوطني الذي يلبي آمال الناس وتطلعاتهم.
تجربتنا السياسية بحاجة إلى عمل سياسي حقيقي خال من:
١. التماحك.
٢. والمراء.
٣. والسفه.
٤. والسطحية المفرطة.
٥. والإنجرار خلف المشاريع التخريبية الهدامة التي لا تريد الخير للعراق.
٦. الجشع الشخصي الذي أسس فساداً مستشرياً في العراق.
الأخبار تشير إلى توازن القوى بين الإطار الشيعي وحلفائه وبين التحالف الثلاثي الذي "تبين" إنه لم يعد يملك خيار تشكيل حكومة عراقية جديدة توافقية تحت شعار "الأغلبية" غير الأغلبية على أرض الواقع، التوازن الذي يُبقي حالة الإنسداد قائمة وبالتالي تستمر حكومة تصريف الأعمال بالقيام بأعمال بعيدة كل البعد عن المصلحة العراقية.
على ان هناك مؤشرات تفيد برغبة أطراف مؤثرة بتغيير مواقفها لصالح توافقية معلنة بعيداً عن التوافقية المبطنة..
الأمر غير المحبذ والذي ستكون له إنعكاسات خطيرة على طبيعة العملية السياسية التي يُراد لها أن تتجاوز أخطاء المرحلة السابقة وتأسيس مرحلة جديدة يتنفس فيها العراقي الصعداء.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha