المقالات

الثلث أم الثلاثي المعطل؟!

1300 2022-05-10

إياد الإمارة ||

 

التقسيمات السياسية العراقية الجديدة التي إعتمدت المذهبية والعرقية -غير المنصفة- لم تترك مجالاً لتأسيس ما يمكن تسميته بحكومة "اغلبية" لا الآن ولا في المستقبل ما لم نتمكن من تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي يعتقد ويعتمد المواطنة ويسعى لترسيخها في بلد لم يتمكن "مواطنوه" منذ تأسيسه عام (١٩٢١) من بلورة مفاهيمها بالشكل الصحيح..

"الأغلبية" لا يمكن ان تنحصر بين أقواس ضيقة تخنق حقوق الآخرين "الأغلبية" لكي تصب في مصلحة جماعات محدودة هي بالتالي لا تمثل بقية المكونات الأخرى!

وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال تأسيس حكومة أغلبية في العراق.

الواقع العراقي يشير إلى هذه الحقيقة بوضوح وهو يرتب أوراق "توافقية" علنية وصريحة في داخل المكونات الأخرى وفي ما بينها لعزل مجموعة سياسية من المكون الأكبر بعينها عن المشهد الحكومي لعلها تشكل الثقل الأكبر مجتمعة داخل المكون الأكبر..

لماذا هذا الحديث عن أغلبية تأسست بشكل توافقي بين أطراف محددة توافقوا على عزل طرف سياسي محدد لم يسعَ يوماً لعزل أي طرف من الأطراف التي تسعى لعزله الآن؟

تجربتنا السياسية ليس لها أن تمضي بالطريقة الصحيحة إلا بتجاوز محاولات إقصاء أي طرف من الأطراف تحت أي ظرف من الظروف لأن ذلك لن يحقق عملية سياسية يمكنها النهوض بالبلد إلى مستوى أفضل.

تجربتنا السياسية تحتاج إلى مصارحة حقيقية ومصالحة حقيقية تؤمن الإستقرار وتوفر مناخ العمل الوطني الذي يلبي آمال الناس وتطلعاتهم.

تجربتنا السياسية بحاجة إلى عمل سياسي حقيقي خال من:

١. التماحك.

٢. والمراء.

٣. والسفه.

٤. والسطحية المفرطة.

٥. والإنجرار خلف المشاريع التخريبية الهدامة التي لا تريد الخير للعراق.

٦. الجشع الشخصي الذي أسس فساداً مستشرياً في العراق.

الأخبار تشير إلى توازن القوى بين الإطار الشيعي وحلفائه وبين التحالف الثلاثي الذي "تبين" إنه لم يعد يملك خيار تشكيل حكومة عراقية جديدة توافقية تحت شعار "الأغلبية" غير الأغلبية على أرض الواقع، التوازن الذي يُبقي حالة الإنسداد قائمة وبالتالي تستمر حكومة تصريف الأعمال بالقيام بأعمال بعيدة كل البعد عن المصلحة العراقية.

على ان هناك مؤشرات تفيد برغبة أطراف مؤثرة بتغيير مواقفها لصالح توافقية معلنة بعيداً عن التوافقية المبطنة..

الأمر غير المحبذ والذي ستكون له إنعكاسات خطيرة على طبيعة العملية السياسية التي يُراد لها أن تتجاوز أخطاء المرحلة السابقة وتأسيس مرحلة جديدة يتنفس فيها العراقي الصعداء.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك