مازن البعيجي ||
الوقت هو الشيء الذي لا يتوقف مهما بالغنا في تعطيله، أو وضع الموانع في طريقه، او تجميده، بل وأنا أكتب السطر الأول طار من عمري والوقت بضع ثواني وكلما كتبت أو فعلت شيء ينقص من ذلك العمر المعدود بدقة العام، والشهر، والاسبوع، واليوم، والساعة، والثانية، بل وجزء الثانية.
هكذا الوقت يركض بنا خاصة لمن يعرف أن بعد نفاد الوقت هو الرحيل إلى عالم سوف يحاسبنا نفس الوقت على جريمة ضياعه على توافه الأمور، وسيخف الفعل الغير مستثمر في سبيل الله الخالق العظيم، غفلة ووهم أننا لم ندقق كما أريد منا أن ندقق! فكم اصغينا إلى بشر يهذي شلال حروف وكلمات لم تكن ضمن قائمة القبول والرضا، بل كانت ضمن قوائم الممنوع! وكم مرة اوقفتني زوجتي، أو بنتي، أو رئيس العمل، أو الحزب، أو المصلحة وغيرها الكثير لتهدر وقتي الذي سيكون غدا شاهدا دون رحمة ولا تنفع معه الرشى!
هل نعي كم الوقت الذي نصرفه للحقد، والبغضاء، والتشفي، والمكر، والكيد، والتمنى، باسقاط ذا وانتظار هلاك ذا، أيام وساعات وليالي تأكل كالأرضة في جدار النقاء والتقوى، والمصيبة ذا الوقت لا تعويض له ولا إسترجاع مهما كثرت اموالنا أو تعاظم سلطاننا؟!
فهل تعي يا من تضيع نفسك وتضيعني قيمة اللحظة الآنية!؟
قال الإمام علي عليه السلام: "إنّ الّليل والنّهار يعملان فيك فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منها"1. ويقول أيضاً: "إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفذ لك وقتاً إلا فيما يُنجيك"
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..