د.قاسم بلشان التميمي ||
اود ان أنوه في بداية مقالي ، الى انني اثرت على نفسي ، ان انتهج الحيادية في كل كلمة اكتبها، وان كتاباتي عبارة عن نتاج فكري ، احاول جاهدا ان اشارك فيه الاخر، مثلما اشارك هذا الاخر افكاره ، مع مراعاة انه ليس بالضرورة ان اتقبل فكر الاخر، او ان يتقبل (الاخر) افكاري ، وكذلك التشديد على انه ليس لاحد منا حق انكار الافكار وعدم احترام رأي الاخر ، و ما اعتقد به (الاعتقاد السياسي) اليوم قد انكره غدا ، وذلك وفقا لتطور الاحداث والتقلبات على الساحة السياسية .
هذه المقدمة البسيطة احببت ان ابينها وانا اكتب عن مايحدث الان في سورية ،حتى لا اتهم بأني مع بشار او مع المعارضة او مع أي طرف اخر ، ان مايحدث في سوريا من قتل وتعذيب ودمار ، هو امر لايقره عقل اودين ، بل الذي يقره فقط (ضمير العدو الحاقد) ،هذا العدو الذي ما انفك جاهدا ، كي يثأر لمعركة ( ميسلون) التي خاضها الشعب السوري العظيم ضد الاستعمار الغربي (الفرنسي) ، خلال عشرينيات القرن الماضي، حيث اراد الجنرال غورو (تأديب !) السوريين على تصديهم لفرنسا ،في معركة ميسلون ، فأعلن عام ١٩٢٠ تقسيم سورية على أساس طائفي ، إلى ست دويلات مستقلة هي (دولة دمشق ودولة حلب ودولة العلويين ودولة لبنان الكبير ودولة جبل الدروز ولواء الاسكندرون المستقل ) ،كما سبق ان أعطيت الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية.
في حقيقة الامر كانت هذه الدويلات في بادئ الأمر مستقلة تماماً وكان لكل منها علم وعاصمة وحكومة وبرلمان بمعنى كان لها مقومات الدولة، ولكن بسبب الرفض الشعبي للتقسيم ، فقد كان الجميع متفق على القومية السورية ، وعدم الاعتراف بهذا التقسيم ، لذلك قامت فرنسا في عام 1922 بخطوة ماكرة بإنشاء اتحاد فدرالي( فضفاض) بين ثلاث من هذه الدويلات (دمشق وحلب والعلويين) تحت اسم "الاتحاد السوري"، واتخذ علم لهذا الاتحاد ، شبيه الى حد كبير للعلم الذي ترفعه الان مايسمى ( المعارضة السورية المسلحة) ، وهو علم فرضته فرنسا الاستعمارية على ( الاتحاد السوري) انذاك ، مثلما تفرضه الان على المجاميع المسلحة القادمة من (اصقاع) الدنيا يجمعها هدف واحد هو (قتل ودمار وحرق ) اخر ما تبقى من قلاع (الحصون العربية) ، التي تشكل شوكة بعين (اللقيطة أسرائيل )، واذا كان البعض يتهم العرب بما يسمى ( النزعة القبلية) ، فانا لااتهم الغرب بالنزعة (الاوربية المقيتة) ، بل انا على يقين من هذه النزعة ، التي بسببها احرق الاخضر واليابس في سوريا ، وذلك من اجل (اللقيطة) وكذلك الثأر لثورة ميسلون ، ولكن هل هناك من يعتبر؟، وهل هناك من يقرأ ويؤمن بأن سوريا وابناء سوريا يدفعون ثمن باهض سوف يكلف الامة الكثير الكثير؟ ، مع الاشارة والتأكيد ان مايحدث في سوريا، لم يكن له ليكون لولا تعاون بعض (الأشقاء!!) ، وتبنيهم ( مخلوقات انسية شيطانية) ، اطالت (لحاها) و أقصرت من لباسها لتكشف عن (عورتها) ولتكشف عن عقلها المتحجر ،ولتعيد الى الامة (هبل ومناة ولاة) ، وهي تحلل قتل الطفل والمراة والشيخ ، وتحلل (سبي ) الفتيات وبيعهن في سوق (النخاسة) ، الى احفاد ابي جهل .
ساتدتي الكل مطالب ان يرفع صوته ويده من اجل التصدي الى مايحدث في سورية ، وان يعمل جاهدا لعدم تمكين (النزعة الاوربية المقيتة) التي تريد دمار وحرق بالشعب السوري ، مدعومة بحقد أناضولي أتاتوركي دفين.
ان مايحدث في سورية ليس معارضة وارادة شعبية، حسب ما يروج لهذا الامر الاعلام الحاقد ، فنحن لم نسمع عن ثورة شعبية سلمية بأسلحة ثقيلة واسلحة كيمياوية !!، فاذا كانت هذه المعارضة الشعبية كما يدعون تمتلك كل هذه الامكانيات ، فماذا كانت تمتلك لو انها كانت معارضة او ثورة مسلحة ؟ ، ان حجة اسقاط الرئيس بشار هي حجة واهية ضعيفة لاتنطل حتى على أصحاب العقول البسيطة .
ان اوصال سوريا تتقطع ،واهلها يشردون ونسائها تباع في اسواق الرق ، بمباركة بعض دول المنطقة للاسف الشديد .
انا لاادافع في مقالي هذا عن الرئيس الفلاني ، اوعن المجموعة الفلانية ، بل اريد ان انبه الى المخاطر والمهالك ، التي احرقت ودمرت سوريا ، وجعلت اهلها مشردين (منبوذين) بواسطة مجاميع تدعي بأنها( اسلامية!) والاسلام منها بريء
هذه المجاميع التي تعيش حياة (حيوانية) ، بكل ماتحمل هذه المفردة من مجالات ، حيث ( الاسراف والاجترار في الاكل ،وممارسة الرذيلة بكل شذوذها ) ، والاعتكاف والاختلاء مع ملوك شياطين الإنس ،من أجل مسخ الاسلام ، واظهاره بصورة الوحش القاتل المسرف في شرب الدماء ، وايذاء النفس المحترمة ، وتصدير فتاوى القتل والتعذيب ، وحاشى ان يكون ديننا الحنيف هكذا انه دين الرحمة ودين التسامح ودين الهداية ودين المحبة والسلام ، رغم انف المكر والقتل ورغم (لحى) الشيطان ، ورغم الملابس النتنة القصيرة والسيقان المقززة والوجه القبيح.