مازن البعيجي ||
هناك من فهم الحياة أنها كما عبر القرآن الكريم ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) الأنعام ٣٢ . هذا الأخبار المذموم، حيث عطل كل شيء العقل، وروحه، والجوانح من أن تنعم بما هو نقيض أيضا ورد على لسان القرآن الناطق عن الخالق العظيم ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات ٥٦ .
وفي جانبها العبادي لا اللهوي الكثير من الخير، والسعادة، والشعور بالانسانية التي هي مراد يركز عليه الخالق العظيم، ولكن ذلك ليس متيسرا إلا باستخدام العقل، والفطرة السليمة على الدخول لعالم التكليف ومعرفة ما ينبغي على المكلف فعله والدور الذي ينتظره، وما هي الأهداف العظيمة التي أرادها منا خالقنا، ولعل ما ورد عن العترة المطهرة عليهم السلام يكفي ليفهم الإنسان أن حياة الحيوانات وطريقة عيشها المختصر على نوع ورعي وتكاثر، حي حياة ليست حياة الآدميين ولا تشبهها في شيء!
ومن هنا من ترك سمو التكليف والدفاع المقدس عن أهداف السماء لم ينسبه القرآن للحيوانات والبهائم بل نزه تلك الهوام وأخذه إلى ما هو أبعد من تلك البهائم ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان ٤٤ .
نعم هناك من تعرفه من منطقه ولسانه القذر، ونفسه الحقير، وتربيته الآسنة أنه ليس من فصائل الحيوان، وهو قبر لم يحسن الدفان ايداع جثته في عمق الأرض ليقبر ريحه النتن!
ولله در امير المؤمنين عليه السلام عندما وصف المتقين وتغزل بهم ( مَأْمُولٌ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ بَعِيداً فُحْشُهُ لَيِّناً قَوْلُهُ غَائِباً مُنْكَرُهُ حَاضِراً مَعْرُوفُهُ مُقْبِلًا خَيْرُهُ مُدْبِراً شَرُّهُ فِي الزَّلَازِلِ وَقُورٌ وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ وَلَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِ لَا يُضِيعُ مَا اسْتُحْفِظَ).
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha