إياد الإمارة||
السيد محمود المشهداني شخصية وسطية معتدلة وواقعية لم نره متطرفاً بأي إتجاه وهو يتحرك بوعي وحرص شديدين أو وهو يتحدث عبر وسائل الإعلام بوضوح وصراحة لم يتجاوز على أحدٍ ولم يتفوه بما يسيء لشخص او مكون..
وظهوره الأخير وهو "عتبان" على مرجعيتنا العليا المباركة لم يكن تجاوزاً بقدر ما كان تقديراً للموقف الصعب الذي يمر به العراق وقد يقع ما لا تحمد عقباه وبالتالي فهو يدرك إن مثل هذا الأمر الخطير لا يمكن لأحد التصدي له إلا المرجعية الدينية العليا فهي وحدها الجهة الناصعة الناصحة التي تمتلك من القوة والحكمة والتأثير القادر على منع سفك الدم العراقي الذي يتوقعه السيد المشهداني ونشاركه في هذا التوقع.
السيد محمود المشهداني ينظر للمرجعية المباركة نظرة الإحترام والتقدير ويرى حجمها كما ينبغي ولم يتعدَ على مقامها أو يتجاوز على دورها إطلاقاً.
الحقيقة إن الأوضاع في العراق خطرة جداً على أكثر من مستوى، ولا توجد أي تطمينات تمنع إقتتال داخلي قد يقع في أي وقت من الأوقات سواء كان ذلك داخل المكونات أو في ما بينها وكدنا في وقت سابق أن نصل إلى هذه المرحلة ولكن تأجلت المواجهة التي يريدها أكثر من طرف خارجي معادي ويخطط لها بمكر ودهاء ممهداً لها على الأرض بأكثر من وسيلة!
وإن وقعت هي قد تنتهي بسرعة ولكن تتسبب بخسائر فادحة يمكن تلافيها الآن ولا يمكن تلافيها في المستقبل إلا بشق الأنفس ..
أنا أستغرب جدا من هؤلاء الذين يستسهلون الوضع في العراق أو لا يكترثون له كما ينبغي وكأننا لسنا في كل هذا الواقع المزري بلا خدمات وبلا أمن وبلا إستقرار بلا حاضر وبلا مستقبل ينهش بنا ناقصي العقول والدين والمروءة!
المرجعية الدينية العليا المباركة لا تتحمل مسؤولية ذلك وليس من المنطقي ولا من المقبول أن يحملها أي طرف مسؤولية ما يحدث ولا نسمح ولا نقبل لأي طرف أن يحمل المرجعية أي مسؤولية من هذا النوع..
لكن مرجعيتنا هي بيتنا الكبير وهي حصننا وملاذنا وهي آخر قلاعنا الشامخة وقد خبرناها وشهدنا مواقفها التي لولاها لضعنا وضاع العراق هذه حقيقة لا ينكرها عاقل على الإطلاق والسيد محمود المشهداني في مقدمة هؤلاء العقلاء الذين يدركون ويؤمنون بهذه الحقيقة، ولنا أن نتوجه لها في الملمات نطالب بنصحها وإرشادها..
"فلا يجي واحد ويطبخ للناس حلاوة بجدر مزروف"
السيد محمود المشهداني أصدر -متفضلا- بيانا بعد أن مد المتصيدون بالماء العكر شباكهم لإرباك الوضع في العراق أكثر مستغلين إجتزاء متعمدا لكلام المشهداني الواقعي والذي لم يتجاوز المنطق والإحترام والتقدير للمرجعية الدينية العليا المباركة وقد تضمن بيان المشهداني:
١. تأكيده على إحترام المرجعية الدينية السابق والحالي ..
٢. بيانه إن عتابه عن محبة خالصة من محب لحبيبه ومن صغير لكبير ..
٣. حديثه الذي أخرج للإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي كان مقتطعا والغرض منه غير سوي بالمرة ..
٤. التاكيد على حرصه وخوفه من وقوع ما نخشاه جميعا ..
وبالتالي فلا يجوز أن يأخذ موضوع هذا التصريح المقتطع لغرض سيء حيزا كبيرا يبعدنا عن همومنا الحقيقية.
https://telegram.me/buratha